محمد آل الشيخ
بالنسبة لي، ولمن يعرفون جماعة الإخوان المسلمين جيداً، لم يكن موقف حركة حماس الإخوانية من المجرم الارهابي قاسم سليماني غريباً، بل هو يتماهى مع أدبيات هذه الجماعة الإرهابية، التي تتغير مبادئها وقيمها حسب مقتضيات ما يمكن أن يوصلها إلى السلطة السياسية، حتى وإن اضطرت إلى النفاق والرياء والتلون. حركة حماس الفلسطينية نعت الهالك قاسم سليماني، وسماه هنية في طهران (شهيد القدس) ونسى أساطينها أن هذا الإرهابي هو من أراق في سوريا ولبنان والعراق واليمن الدماء، وقتل واغتال عشرات الآلاف من الشهداء الفلسطينيين في معسكر اليرموك في سوريا، لكن هؤلاء الانتهازيين المنافقين الخونة لا يخجلون من تغيير جلودهم والتنكر لشهدائهم حسب متطلبات السياسة واتجاهات رياحها، ومقتضيات الظروف المصلحية ومتغيراتها، بل أن كثيراً ممن تأخونوا منخدعين بهذه الجماعة لاموهم على هذا الموقف المخزي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، ولم يخفوا امتعاضهم منهم، ومع ذلك تمادوا في مواقفهم الخيانية، التي لا تمت لا للإسلام ولا للعروبة بأي صلة؛ بل أن كثيراً من العراقيين، وهم شيعة أقحاح، قالوا فيهم وفي تأبينهم لهذا الفارسي الإرهابي أشد وأشنع مما قاله أهل السنة؛ وهذا الموقف المشين والمخجل حتى إذا نظرت إليه من زاوية سياسية محضة لا يمكن أن ينتهجه إلا من لا يراهن إلا على المنهزمين والفاشلين، فإيران الملالي التي تفتح لزعماء حماس خزائنها، شمسها الآن على وشك المغيب، والسياسي الحصيف، بعيد النظر، يجد أن جمهورية الملالي كيانٌ سينتهي إلى الزوال، فكل المؤشرات تقول ذلك، كما أنه لا يراهن، فضلاً عن أن يتحالف، إلا مع القوي القادر على الحياة والاستمرار، وهذه عوامل يفتقدها كيان الملالي مع كل يوم جديد؛ فالاقتصاد اليوم هو أيقونة شرعية الدول، وشرط ضرورة لبقائها واستمرارها، في حين أن اقتصاد إيران اقتصاد منهك مهترئ، مشاكله في ظل العقوبات الأمريكية مثل كرة الثلج المنحدرة من أعلى التل، تكبر وتتضخم حتى تقضي على من يعترضها.
وليست قضية تحرير فلسطين التي يرفعون رايتها إلا مطية يخدعون بها الجماهير العربية، غير أن فلسطين برمتها بقضها وقضيضها لا تعنيهم، بل أن عقيدتهم الشيعية - كما في مراجعهم الفقهية- لا تعترف أن المسجد الأقصى في القدس، ويعتبرون أنه مسجداً يقع في السماء الرابعة، وهناك رأي آخر ذكره بعض علمائهم يجعل الأقصى مسجداً في جوار الكوفة في العراق، وقد ذكر هذه المعلومة كاتب يسمى جعفر مرتضى العامري في كتيب له اسمه (أين الأقصى؟)، فكيف يأتي هنية المتأخون الأفاك ليجعل سليماني شهيداً لمن لا يعترف بأهم ما في القدس (المسجد الأقصى)، إلا أن الرياء والتدليس وتحريف الكلم عن مواضعه هو من أهم ما تتميز به جماعة الإخوان، وكبار أساطينها.
وعلى أية حال فالذي يثير في النفس كثيراً من الارتياح والاطمئنان أن هذه الجماعة الإرهابية المنحرفة يتضاءل أعداد معتنقيها، وهي إلى زوال، ونهايتها بدأت تلوح في الآفاق ولله الحمد والمنة.
إلى اللقاء.