فهد بن جليد
التراخي الإعلامي الدولي، وتخاذل منظمات حقوق الإنسان أمام جريمة إيران النكراء بإسقاط الطائرة الأوكرانية (بصاروخ)، ومقتل جميع ركابها، أمرٌ معيبٌ ومُخجل، ويكشف مدى تغلغل نظام الملالي وأتباعه في المنظمات والهيئات الدولية، ووسائل الإعلام العالمية، ومحاولة التحكم بها، والتأثير فيها تبعًا للمصالح الإيرانية، مقارنة بأعمال وأحداث أقل بكثير، ولكنها ملأت وسائل الإعلام العالمية بالضجيج والتغطيات، وصراخ مُدعِي حقوق الإنسان منذ ساعاتها الأولى، وحتى قبل أن تكشف التحقيقات تفاصيلها. ولعلنا أمام مثالين، يكشفان الازدواجية في التعامل من منظمات حقوق الإنسان العالمية، والتغطية الموجهة والمتعمدة من وسائل الإعلام. الأول تجاه أحداث اليمن، والثاني مقتل خاشقجي، وما صاحبهما من مبالغة وتعميم واتهامات؛ ليؤكدا أن تلك التغطيات والهجمات والصرخات لا علاقة لها بحقوق الإنسان كما يدعون، بل هي موجَّهة ضد السعودية فقط.
اعترفت إيران أخيرًا بجريمتها -وبدم بارد- بعد مُضي 4 أيام، كانت تحاول فيها الهروب، والكذب، والتضليل، وإخفاء الحقيقية، وتغيير معالم جريمة إسقاط الطائرة فَجْر يوم 8 يناير بصاروخ أدى لمقتل 176 شخصًا، كانوا على متنها. نظام الملالي في طهران يحاول العبث من جديد بعد أن وجد نفسه محاصَرًا بحقائق ووقائع الجريمة؛ ليعترف بخزي في محاولة للتذاكي على العالم حتى لا يواجه المزيد من العقوبات الاقتصادية والعزلة السياسية، مدعيًا أن ما تم هو خطأ بشري، وسيتم تقديم الفاعلين للمحاكمة. فهل ستنطوي الحيلة والمكر الفارسي الجديد على العالم؟ وخصوصًا الدول التي تتبعها جنسيات الركاب؟ الأيام القادمة وردود الفعل الدولية ستكشف المزيد؛ فالجريمة فضحت مدى فشل الأنظمة الإيرانية العسكرية، وأن طهران لا تستحق بالفعل الحصول على أي سلاح نووي؛ فهي دولة عصابة، غير كفؤ، وخطر على المنطقة والعالم؛ ويجب محاسبتها، وتشكيل فِرق دولية لتقصي الحقائق، ورصد جرائمها الطائفية ضد الشعوب، وضد الإنسانية في كل مكان.
جواد ظريف وضع على تويتر صورة (إيموجي) لقلب مكسور، وهو يتأسف، ويحمِّل ما وصفه بالمغامرة الأمريكية بأنها قادت لهذه الكارثة. هكذا بكل بساطة تتعامل طهران ووزير خارجيتها مع مقتل 176 شخصًا، وكأنها تأمن ردة فعل المنظمات الإنسانية المخترقة من (عملاء الفرس)، وسطوة وسائل الإعلام المتخاذل تبعًا للأجندة الإيرانية.
السؤال: لو أن هذه الجريمة ارتكبتها دولة أخرى غير إيران، فكيف ستكون ردة فعل العالم؟ أم إن قلب (إيموجي) إيران المكسور سيُبقي الضمير الإنساني في غفوته.
وعلى دروب الخير نلتقي.