خالد بن عبدالكريم الجاسر
لقد هلك سُليماني، وأنْطَقَ (هنية وحسون)، وأخرجا ما كانا يُخفيان، وتلاشت كُل المبادئ والخطب الرنانة، ليبيعا دينهما ودُنياهما بعرض من الدنيا، ليُثبتا أن الإنسانَ الغشَّاشٌ المُخادعٌ، كذَّاب منافقٌ في أُمة فِطرتها، (لا الله إلا الله، مُحمد رسول الله)، فكم من المسلمين قتلوا ومازالوا؟.. وكم من المسلمين هُجروا، ومازالوا؟، وكُل يوم يمُر، نزداد ثقة وقناعة بوطننا وقيادتنا.
حتى سأل رجل صاحبه لماذا هواء الفجر نقي؟.. فقال لأنه يخلو من أنفاس المنافقين، فبهلاك سُليماني قد تنفس العالم فجره، في أرض تكشف حالة الاضطرابات السياسية والاجتماعية والاختلالات الفكرية الرافضية -المجوسية-، فلم تكتف حركة حماس بنعي وإقامة بيت عزاء في مقتل الإرهابي قاسم سليماني، بل واصلت «لطميتها»، بمُشاركة رئيس مكتبها السياسي «إسماعيل هنية» في مراسم تشييع جثامين قاتلي الأبرياء باسم الدين، وتلقيبهم بأسمى رُتبة إلاهية بأن سُليماني «شهيد القدس،» وأنه خسارة كبيرة لفلسطين والمقاومة.. فهل أذاعوا القرآن الكريم واستمعوه، أم على قلوب أقفالها؟!!.
ما أقبح بالإنسان أن يكون ذا وجهين كالحنظلة الخضرة أوراقها مُرّ، من كثر نفاقه لم يُعرف وفاقهُ، فما كان هنية وسليماني إلا خدم سيدين يكذبان على أحدهما، ليصدُق قول بلال بن سعد: «لا تكن ولياً لله في العلانية، وعدوه في السر».. أن تكون مع الله وضده بالإرهاب والقتل وموالاة اليهود ثم تدعى الشهادة، ليزيد الطين بلةً، مُفتي سوريا «أحمد حسون» مُتباكياً ورجال شيعية موالين لإيران، على رجل دمر شعوباً كالعراق وسوريا، بإذن هالكهُ الزائل مُرشده الأعلى خامنئي؛ ليُكون أزيزه (وهو صوت الذبابة) في رثائه، فاصلاً لنفاقه، قائلاً: «سليماني تبكي عليه أمة وتحمله أمة، وتستقبله في الجنة أمة، أيها الراحل عنا أيها الفريق اللواء الحاج، لقد شرفت الألقاب».
وأتساءل أيّ أُمة؟.. أُمة الإرهاب والكراهية التي تقتل الأبرياء من السنّة والشيعة، وأيّ جنة يقصد، أهي جنة خامنئي التي سلم خامنئي صكوكها للعوام من الرافضة؟، أم جنة أغلقت أبوابها لمن كفر بها؟.. وأيّ لقب شرف بها الشهادة؟.. بل إن الشهادة منه براء، ليُحاج بها ربه.. كلا فقد هلك الزاهد في طغيانه، قبل تحقيق حُلمه، وحُلم المقتول معه «أبو مهدي المهندس» بدخول الرياض؛ فأيّ حُلم نسبهُ مفتي النصيرية حسون، وهي الصلاة في القدس؟، بل وإن الأحواز التي نسب إليها غاضبة عليه، فماذا فعل لها؟، بل قاتل أهلها وعاداهم ورماهم في غياهب السجون والاعتقالات القسرية والبطش، حتى تجاوز عددهم الآلاف جراء الإرهاب الشيعي وانتهاك حقوق الإنسان، وخروج آلاف في انتفاضات ومظاهرات مُعلنين سخطهم وامتعاضهم من السياسات الإيرانية التي تهدف إلى محو الوجود العربي في الأحواز، وأين روحه إذاً وأيّ طيبة تلك وأيّ قلب كان، وأيّ جبهة لم يُعترف بها غير جبهة الإسلام؟.. وقبلتنا هي «بيت الله الحرام».. التي يصرخون بتدويلها ناعقين كالغربان، مُدعين بأنه الحاج، فمن حج لغير بيت الله فلا، ولا، وألف لا، لن يُقبل منه.
كل ذلك ولم يستطيعوا حماية جثمان مرشدهم حينما شيعوه، بل، ولم يستطيعوا تنظيم مسيرة رجل هالك، هلك في جنازته 253 قتيلاً وجريحًا، ثم يُؤجلون دفنه ليدفنوه بهد غارة فاشلة.. فكيف ينظمون حجًا، ميزانيته وحدها ميزانيات دولٍ مجتمعة؟!!. وهم لا يستطيعون قول الحقيقة لينافقوا على العالم وشعبهم في غياهب الضلال.. إن خامنئي قد اتفق على ذراعه الأيمن مع أمريكا، بلى، تدبروا الكلام وحللوه، فما بُكاء خامنئي إلا دموع تماسيح نافقة لا محالة -بإذن الله-.. ليكون حفظ ماء الوجه، إطلاق صواريخ لا هدف لها، فهي لم تضرب قاعدة أمريكية بل دمرت قاعدة عراقية، ولم تُسقط قتلى أمريكيين، بل قد يكون سقوط الطائرة الأوكرانية ومقتل ركابها قد أصابها صاروخ لا يعرف أين يذهب، وإلا لماذا رفضت إيران تسليم صندوق الطائرة الأسود؟.
والقول الفصل: إننا نحن السعوديين بديننا وعروبتنا.. لا نهابُ النباح ولا مأمأة النعاج عند الكلأ، فنفاق المرء من ذلّ يجده في نفسه، داء خبيث يسري على الألسن فيهدم الأُسر، ويفرق الأحبة، ويُقطع الأرحام، هكذا إيران وأشياعها.