تطالعنا تلك العبارة بين فترة وأخرى بشكل عشوائي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتوضح بعض الأنظمة والقوانين في القطاع الحكومي أو الأهلي، وما هو من حقك، أو الحقوق التي يجب أن تلتزم بها عندما يكون لك علاقة أو تعامل مع تلك القطاعات التي تشهد تطويرًا وتغييرًا وتحديثًا في أنظمتها بشكل متسارع.
الملاحظ أن هذا التطوير والتحديث يأتي أحيانًا على نحو مبهم وغير واضح من المصدر الذي يفتقد الإلمام الكامل بخلفية ذلك التحديث أو التطوير؛ وهو ما يجعلنا في حيرة وارتباك؛ ونسارع إلى التقصي والبحث عن المعلومة عبر اجتهاد شخصي. وسوف تكون محظوظا إذا ما كان لك قريب أو صديق في دائرة المكان، وإن كنت غير ذلك فإن وقتك سوف يتطاير بشكل كبير، وستتعطل أعمالك في جهد مضنٍ في المتابعة. ومع الأسف سوف تجد مَن يلومك على عدم الاطلاع والوعي الكافي.. وليت الأمر يتوقف عند هذا، بل يتعداه أحيانًا إلى عبارات التندر والتقريع التي تصل إليك حول عدم قدرتك على أخذ حقك أيها (الجاهل)!
فلماذا يحصل هذا؟
سوف أذكر سببًا، قد يكون هو الأهم، بغض النظر عن الوعي، هو غياب التعامل الإنساني الراقي عند بعضنا، الذي منه الصبر والأناة والحلم، الذي نجده مفقودًا على نحو مريع.. والواقع يشهد بذلك. فليس أمامك أحيانًا سوى غيظ متملك، يزداد أكثر عندما تخرج كلمات فيها النعت بالجهل بالأنظمة من قِبل مَن هو مسؤول، وتكون مثار حديثه في اللقاءات والمناسبات! أتمنى أن أرى الارتقاء في الجانب الإنساني الذي يكون مثار الإعجاب عند الكثير منا عندما يواجهه في مجتمعات متحضرة، بينما هو شبه غائب في مجتمعنا، وإن حصل فإنه يمثل فئة قليلة جدًّا، يغلب عليها النظرة الممزوجة بالشفقة والرحمة التي يولدها أحيانًا حالة المُطالِب الجسدية!