سهوب بغدادي
اعتقد المصريون قديمًا أن البصل يرمز للحياة الأبدية؛ وذلك بسبب تعدُّد طبقاته. وقد تم العثور على البصل داخل أجساد المومياوات؛ لأنهم كانوا يدفنون البصل معها؛ إذ كانوا يؤمنون بأن البصل يساعد في إعادة الحياة لفراعنتهم. أيضًا كان الرومانيون يأكلون البصل كما التفاح.
من هنا، لماذا أريد أن أكون بصلة؟ حسنًا؛ لأن البصل مظلوم بشدة؛ نستخدمه في مواطن واحتياجات عدة متغافلين بذلك عن الدور المحوري أو الأساس الذي يلعبه في الطبخة. اسأل والدتك -حفظها الله- عن أساس طبختها الأصيلة فستبدأ بالبصل، من ثم تستند بقية التركيبة إليه. إضافة إلى استخداماته العلاجية والتجميلية، وما إلى ذلك.
بغض النظر عن جميع ما تقدم آنفًا، يشدني ذلك إلى كون الأشخاص الأكثر جاذبية وقربًا إلى قلوبنا هم في تشكيلهم كالبصلة؛ فلشخصياتهم أبعاد مختلفة، ما تلبث أن تكتشف طبقة رقيقة منهم إلا ونزعوا قشرة جديدة وطازجة عن بُعد مختلف لأرواحهم؛ فيصيبك الانبهار والدهشة في كل مرة. نحبهم وننجذب إلى ثقافتهم وفنهم ورقتهم وقوتهم وشجاعتهم وعطائهم.. وذلك غيض من فيض.
فاحرص كل الحرص على أن تكون بصلة، وأن تكشف عن طبقاتك بكل تأنٍّ وروية.