سهم بن ضاوي الدعجاني
«نعتقد أن «أمطارا» جاءت لتضيف حلقة في سلسلة اللقاءات الاجتماعية، حيث إنّ هناك أشخاصًا يستحقون التكريم و»أمطار» تحتفي بأخ عزيز في بيئة حميمية، ولقاءات «أمطار» مفتوحة و»أمطار» تقليدها.. ألا تجمد عند «تقليد».
هكذا وصف الراحل أ.نجيب الزامل -رحمه الله-، منتداه الثقافي في الرياض الذي أسماه «أمطار» تيمّنًا بالمطر وفلسفته في نشر «الخير» للجميع دون استثناء. هكذا كان الفقيد -رحمه الله- أمطارًا في حياته وبعد مماته،ولعله اكتشف أن السماء والغيوم والأرض المتشبعة بماء «الفكر» المتسامح مع الآخر تثير العقول والمشاعر وتجمع ولا تفرق، تعود معرفتي بالأستاذ نجيب الزامل -رحمه الله- إلى قبل عقدين من الزمان، إبّان حضوري منتدى أمطار الثقافي الذي كان يترجم من خلاله حضوره الاجتماعي والثقافي، برسم حالة فكرية لهذا المنتدى الثقافي الذي يعتبر «إضافة» نوعية للمشهد الثقافي في الرياض.
ثم بعد ذلك، شاركته -رحمه الله- في حضور لقاء ثقافي موسع بعنوان «الصالونات الثقافية في المملكة وأثرها في نشر ثقافة الحوار» في الفترة 22-23-4-1427هـ الذي نظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. وقد كان الفقيد -رحمه الله- أنموذجا لأصحاب المنتديات الثقافية الذين يملكون تجربة ثرية في نشر ثقافة الحوار بين الشباب والشابات، كما أنه صاحب مبادرة نوعية لنشر ثقافة التطوع بين شباب وشابات المنطقة الشرقية.
الفقيد - رحمه الله - يعشق الهدوء والعمل بصمت، ولا يميل إلى الضجيج والفرقعات الإعلامية وصاحب نفس بنائي لجيل الشباب.
وهنا وقفات سريعة مع سيرته ومسيرته -رحمه الله-:
• نجح أ. نجيب الزامل -رحمه الله- بامتياز في الموازنة بين «الثقافة» و»الاقتصاد» لذلك كسبه المشهد الثقافي السعودي، رغم أنه من أسرة اقتصادية معروفة في المنطقة الشرقية، ولم يغره بريق «الريال» عن القيمة الفكرية لـ «الحرف»، إن حياته رسالة لكل رجال الأعمال: الفكر والثقافة هما الأبقى والأنفع لبناء المجتمعات الطامحة لصناعة الوعي.
• كان -رحمه الله- يميل إلى «النقاشات و»المواجهة» مع الشباب والشابات في كافة مشاركاته معهم وبينهم في منتدياتهم الاجتماعية، إيمانًا منه بأن «الحوار» و»النقاش» وجهًا لوجه هو سيد الموقف في التعامل مع أبناء الوطن، وبهذه الطريقة والنزول إلى الشارع والحوار في «المقاهي» التي كان يرتادها شبابنا، نجح في أن يجعل منهم أزهارًا تفوح تطوعًا لخدمة الإنسان.
• كانت تغريداته في «تويتر» -رحمه الله- «بلسماً» لأصحاب المعاناة و»الوجع « أيًّا كان، لذا كانت تغريداته «محطات» إنسانية جميلة لتخفيف آلام الانسان، إنه يحمل بداخله «قوة عظيمة» للشباب والشابات جعلت منهم رواد أعمال وأرقامًا صعبة في الحياة، وسمعنا الكثير والكثير من «الشهادات» من الجنسين في وصف الفقيد -رحمه الله- بأنه أنموذج للمثقف السعودي القريب من الشباب ويصدق عليه وصف «سيد الناشطين الاجتماعيين السعوديين» لما له من سجل حافل في خدمة المجتمع السعودي من خلال عنايته بالشباب والشابات.
• على محبيه من الاقتصاديين والمثقفين، هنا في المملكة الخروج بصيغة مبتكرة لحفظ وتوثيق مشروعه الثقافي في بناء «معمار التطوع» في نفوس الشباب والشابات، واستلهام هذا (النموذج) ليصبح أنموذجًا سعوديًّا يحتذى لنفاخر به المجتمعات الأخرى.
• أسرة الفقيد، ينتظر منها المجتمع توثيق أعماله وجمعها وإخراجها بالطريقة التي تتناغم مع «روح العصر».