د. زايد الحارثي
في يوم الاثنين الموافق 11-5-1441 الموافق 6-1-2020 توفي إلى رحمة الله الأستاذ المربي القائد الكشفي صالح بن إبراهيم بن عبدالوهاب الحلواني من أسر الطايف المعروفة بولائها لملوكها ووطنها. والموت حق على كل البشر والمخلوقات وكما قال الشيخ الشعراوي رحمه الله الموت الحق المر. ولقد أحزنني تلقي خبر وفاة أخونا وصديقنا الأستاذ صالح من ابن عمه الابن الحبيب الدكتور محمد، وليس أمامنا إلا التسليم بالقضاء والقدر وفي نفس الوقت الدعاء له بالمغفرة والرحمة، وبحكم التصاقي به لمدة تزيد عن أربع سنوات منذ أن تشرفت بالعمل ملحقا ثقافيا لبلدي في ماليزيا فقد رافق بناته للدراسة في ماليزيا، وقد وجدت فيه بعض الذكريات والوقفات التي أرى أنها تستحق عرضها على القراء لأن فيها دروسا وعبر. لقد حرص الأستاذ صالح على الرغم من تقدمه في السن وتقاعده واعتلال صحته أن يشد من أزر بناته ويرافقهم للدراسة خارج المملكة لإيمانه بأهمية التربية والتعليم في بناء الإنسان والبلد وقد ضرب مثلا لكل من عرفه في التضحية لخدمة الآخرين وكذلك الاهتمام بالتعريف بمقدرات الوطن وتذكير الآخرين بدور المملكة ورسالتها في العالم الإسلامي والعالم كذلك ولم يستسلم للمرض والتعب بل استغل وقت فراغه وسجل في دراسة اللغة الإنجليزية بحرص وجدية وحدثني أكثر من مرة أنه تعلم كثيراً من دراسته للغة الإنجليزية من منطلق المواطن المتعلم أكثر نفعاً وعطاءًا لنفسه ولوطنه من غير المتعلم. وليس ذلك فحسب فقد شارك في كل مناسبات الوطن في الخارج وتلك التي كانت تعقدها السفارة والملحقية الثقافية وكان رحمه الله يترجم خدمته في الكشافة وتاريخه المجيد فيها لينقلها للطلاب بل يقوم على خدمتهم في المناسبات المختلفة بكل ما تعلمه واكتسبه ويراه واجبا وطنيا يقدمه ردا لدين الوطن عليه. وكان الطلاب يلجأون إليه بالمشورة والاستفادة من مهاراته وخبراته ومواهبه رحمه الله. ومن أميز ما حظي به رحمه الله رصيده النادر في المشاركة في الكشافة السعودية لمدة زادت عن خمسين عاما حتى وصل إلى أعلى مراتبها بأخلاق رفيعة وقدوة حسنة جال فيها معظم دول العالم وساهم معهم في كل الأعمال التطوعية الإنسانية ومن أهمها أعمال الحج وغيرها وحصل على أعلى الأوسمة من الداخل والخارج وهو جدير بها رحمه الله. ومهما أكتب أو أذكر عن سجل الأستاذ صالح التربوي أو حبه لوطنه أو أعماله الإنسانية فلن يكفي في هذه العجالة التي أكتبها فيلحظة حزن وحرص على سرعة التعبير عن بعض من مآثره رحمه الله ولا غرابة أن الأستاذ صالح سليل أسرة فاضلة من الأسر الطائفية الوفية أصحاب الخلق والعطاء والبذل وقد كان جده عبدالوهاب رحمه الله ممن ناصروا وخدموا الوطن خدمة جليلة وبارك ذلك المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله والملك سعود رحمه الله الذين عايشهم وأبدى كل وفاء وعطاء وضرب مثلا في المواطنة الصالحة وخلف أبناء وأحفادا ومنهم الأستاذ صالح، رحمه الله رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه من البر والوفاء لهذا الوطن ولدى هذه الأسرة الفاضلة أصحاب دكة الحلواني المشهورة في الهدا أقول لديهم متحف موثق بتاريخك الحافل من شواهد لحب الوطن والولاء لولاة الأمر بارك الله فيهم ورحم الأخ الحبيب الصديق صالح الحلواني وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.