فهد بن جليد
ما زال اقتراحاً أرجو أن يجد طريقه للتنفيذ كشرط ومواصفة يلتزم بها المقاول خصوصاً في المشاريع الكبيرة, الأمر في غاية السهولة مع وجود كاميرات خاصة وتقنية سهلة تقاوم تقلبات الجو, يمكن تثبيتها لتصوير المفاصل الهامة في المشاريع على طريقة (TIME LAPSE), والهدف الرجوع لها عند الحاجة ضمن (كراس المشروع), فنحن محترفون في تصوير المشاريع بعد انتهائها وعند افتتاحها, بينما الأهم -برأيي- وجود أرشيف لكيفية التنفيذ والتحديات التي واجهت المشروع وتعرض لها, والتأكد من اتباع الخطوات الصحيحة وتطبيقها على أكمل وجه من قبل المقاول وفريق التنفيذ ومُقاولي الباطن, الرقابة مفيدة ومطلب ولا يخشى منها إلا من يُحاول العمل في الخفاء والتحايل كي لا يرى أحد ماذا يعمل, الفكرة طرحتها هنا في 21 ديسمبر عام 2013 في أعقاب انهيار (كوبري) على طريق الدمام, وما زلت أتمنى تفعيلها لكشف مواطن الخلل والرجوع إليها عند اللزوم.
التصوير والتوثيق ثقافة ومطلب يغيب عن مُعظم المقاولين والمشرِّعين والمراقبين لدينا، بسبب عدم إدراجه ضمن خطوات وشروط التنفيذ, كثير ممَّن تحدثتُ معهم يعتبرون أنَّ هذه الخطوة إضافية لا داعي لها فهناك تصاميم هندسية كافية يتم تنفيذها ومُراجعتها والتأكد من تطبيقها والرجوع لها عند الحاجة, مع توقع هؤلاء بأنَّ التصوير لا يعكس خفيا المشاريع ومواصفاتها, لذا وضحت بأنَّ وجود أفلام فيديو وصور توثق لكل مشروع ثقافة مهمة تُساند التصاميم الهندسية المُعتمدة لناحية المُراجعة أو الرغبة في التعديل أو معرفة الظروف والعوامل المؤثرة لتنفيذ المشروع ومراحله.
المشاريع العالمية والفارقة التي نفذتها شركات دولية في معظم دول العالم تعتمد مثل هذا الإجراء مُنذ سنين طويلة, القليل من المشاريع تطبق ذلك لدينا, بينما نحن في الغالب نبحث عن صورة عفوية أو تذكارية لعامل أو آلة أو لقطة توثق مراحل استذكار مشروع حيوي تم تنفيذه في وقت سابق.
وعلى دروب الخير نلتقي.