العقيد م. محمد بن فراج الشهري
خالق السماوات والأرض سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل، سليماني كان قد ارتكب عدداً مهولاً من جرائم الحرب والجرائم الأخرى التي لا حصر لها ولا عدد، وأخذته العزة بالإثم في أكثر من موقف، تصور أنه قيصر زمانه، وإنه كسرى الفرس، والإمبراطور الذي لا يهزم.. وتصدر المشهد الإيراني وجعل من فوقه يسيرون بعده.. أي أنه خرج عن المألوف بفضل تأييد عمائم (قم) في إيران.. رغم أن سليماني كان شخصاً لم يتقن المعرفة والمهارات العسكرية الأكاديمية، لكن مشاركاته في معظم عمليات الإجرام التي قام بها النظام الفاشي أكسبته شيئا من الخبرة الميدانية والعسكرية، حيث شارك في الحرب على العراق عام 1981م ثم عاد لقيادة الفرقة (41) ثار الله كرمان، وشارك في قمع الانتفاضة بالقرب من الحدود الشرقية للبلاد، ثم أصبح القائد العسكري الأعلى لقوات الحرس في جنوب شرق إيران، وبعد توقف إطلاق النار مع العراق احتكرت قوات الحرس تهريب المخدرات لتمويل عمليات الحرس خارج الحدود الإيرانية، بهدف تصدير التطرف والإرهاب والمخدرات إلى دول الجوار، حتى تعيينه كرئيس لقوة القدس في عام 1997م حيث كان يمسك برأس الخيط لإنتاج وتوزيع المخدرات من أفغانستان إلى بلدان المنطقة وأفريقيا، وأوروبا، والولايات المتحدة.
وفي الحرب الأهلية كان قاسم أحد الذين خططوا للمجازر ضد منظمة مجاهدي خلق، وأشرف على العديد من الأعمال الإرهابية الأخرى في العراق وفي داخل إيران، وفي بلدان أخرى ضد المقاومة الإيرانية، ومع بداية الحرب العراقية - الإيرانية قام سليماني بإعداد وتجهيز عدة كتائب من قوات (كرمان) وأرسلها إلى الجبهة الجنوبية، ثم توجه بنفسه إلى (سوسنغراد) على رأس سرية، حيث كان يقود لواء من الفرقة (41) المعروفة بـ (ثار الله ) وعلى أثرها تم ترقيته في الحرب ليصبح قائد الفرقة (41) الآلية .
وفي أوائل مارس 1998م استقال أحمد وحيدي قائد قوة القدس آنذاك، وعين خامئني قاسم سليماني ليحل محله قائد لقوات القدس، ومنذ ذلك الحين كان سليماني مسئولا عن جميع أنشطة الإجرام التي قامت بها إيران في كل مكان، وتجنيد وتصدير الأصولية من قبل قوة القدس في دول الجوار، والشرق والأوسط، ودول آسيوية أخرى، وكذلك أفريقيا، وأمريكا، وأوروبا، وكان سليماني مستشار خامئني في شؤون بعض هذه الدول ان لم تكن كلها بما في ذلك أفغانستان والعراق، بينما كان له القول الفصل في المجلس الأعلى لمجس الأمن الإيراني في التدخل في الشؤون الإيرانية والعراقية، كما كان يتولى مسئولية التخطيط بشأن لبنان، وسوريا، والشؤون الفلسطينية، واليمن، أما مصائب سليماني وما قام به على الصعيد الدولي فحدث ولا حرج، وإذا أردنا أن نستعرض كل ما قام به هذا المجرم لا تكفينا كتب ولا سجلات، ولا يوجد أي بلد في العالم لم يحاول سليماني تدنيسه بأعماله القذرة ودعمه للإرهاب والإرهابيين في اليمن وسوريا وفلسطين، وكذلك في دول الجوار التي كان يصدر لها الشر والأشرار، إضافة إلى المخدرات.
لقد كان فجر يوم الجمعة الثالث من كانون الثاني عام 2020م يوم نصر مبين للبشرية جمعاء للخلاص من أحد أكبر المجرمين الذين تسببوا في قتل الآلاف من الأبرياء آخرهم كان على الساحة العراقية، التي شهدت جرائمه وأعوانه من الذين عاثوا فسادا في العراق وشاركوا في قتل أبنائه وتشريدهم من ديارهم، إضافة إلى سجله الأسود في اليمن وفي كل بلد من بلدان العالم، لذلك كانت هذه النهاية الربانية هي التي يستحقها هذا المجرم وزمرته فكان الجزاء من جنس العمل، وكانت نهاية شفت غليل كثير من الذين عانوا من إجرامه ودمويته ومن معه من زمرته، ولا عزاء للإخوان المسلمين وحركة حماس، وحزب الشيطان في بيروت، وأنصار الطاغوت في صنعاء، وكذلك بشار الأسد وأردوغان في فقيدهم الذي تخصص في قتل المسلمين وتشريدهم وتهجيرهم قسراً خاصة في سوريا والعراق.. ونحن بدورنا نقول إلى الجحيم يا سليماني ومن معك، والمولى سبحانه يمهل ولايهمل، قال تعالى: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أو يُصَلَّبُواْ أو تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أو يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} {33} سورة المائدة .