عطية محمد عطية عقيلان
عند اختيار برواز للصورة نبحث عن المقاس الماسب، فإذا كان أكبر أو أصغر منها، قد يشوهها أو يفقدها جماليتها فتكون غير مناسبة للعرض. ونحن في حياتنا العادية وعند مخالطة الناس والتعامل معهم نفقد القدرة في تقييم الناس ووضعهم في البرواز المناسب فيفقدون جماليتهم ونتعرض معها إلى خيبات الأمل ونشكو من الصدمات والخذلان ونكون الضحايا غالبًا عند روايتنا أو حديثنا لما تعرضنا له.
لتجنب هذه الخيبات أو على أقل تقدير الاستعداد لها وعمل مناعة من تأثيرها علينا نحتاج دومًا في علاقاتنا إلى اختيار وضبط البراويز المناسبة دون إفراط في استخدام براويز فضفاضة أكبر أو أصغر من حجمهم خاصة عند التعامل المادي أو تقديم خدمة أو معروف لكيلا نتحول إلى ضحايا ومصدومين فيهم محملينهم نتيجة ذلك مبررين لأنفسنا حسن تعاملنا، متناسين حقيقة أن الخطأ الأكبر يقع علينا لأننا نحن من اختار أن نقدم لهم المساعده والدعم ولكننا نتوقع أن يتحولوا ليل نهار للشكر والتقدير لهذا المعروف أو الخدمة علمًا أن أغلبنا يقدمها راجيًا الأجر والثواب على صنيعه ولكننا نريد إضافة المزيد من التقدير متناسين ترديد جملة (أتقي شر من أحسنت إليه بالإحسان إليه).
فلنحرص على اختيار البراويز المناسبة بعيدًا عن الفاخر والجميل والثمين، فمهما كان أنيقًا لا يستطيع أن يغير ويحول الصور ويجملها فقط وضيفته أن يضيف عليها لمسة فنية ويكون مناسبًا للصورة، فخفف من وضع الآخرين في براويز كبيرة في علاقاتك ولا تبالغ في تقدير ما تقدمه خاصة الأقارب والأصدقاء ولا تفقد قيمة ما تقدمه من مال أو جهد أو خدمة بالمن والأذى والحديث به لأنك ستحولهم إلى معاديين وذامين لك مهما قدمت لهم. ولتنعم بالسعادة والراحة النفسية عند تقديم خدمة أو مال اعتمد مبدأين رئيسيين هما:
- أن هذه الخدمة أو المساعدة قدمتها راجيًا الآجر والثواب من الله، وهذه حصلت عليها بمجرد أن قمت بذلك ولكنك ستفقد قيمتها إذا اتبعتها بالمن بالقول أو الفعل.
- تعود أن ما تقدمه هو من باب طبيعة معطاءة لديك ونوع من الشكر لله على أن ما منحك من نعمة المال أو الجاه فهي واجب وليس فضلاً منك.
لنتدرب ونعمل على أن نكون معطاءين في حياتنا بعيدًا عن أنه يستحق أو لا يستحق فالمعروف وقضاء حوائج الناس تقي مصارع السوء، بل إنها تمنحك رضا نفسيًا وإنسانيًا وتشعرك بالنعم التي تنعم بها وأهميتك في هذه الحياة فلا تبخل بجاهك على أحد ولا تبالغ في مقاس البرواز لكل من تخدمه وتتوقع أن صورتك لديه مقاسها كبير اعتمد مبدأ الأصغر في التقدير وإذا كان أكبر فالحمدلله، ولكن اضبط براويزك حتى لا تصاب بخيبات الأمل والشكوى من جحود ونكران الناس وتأكَّد أنك من يسبب هذا الخذلان لنفسه بتوقع الأكبر، بينما يفترض بأن لا تبالغ في قيمة وحجم ما تقدمه ولا تتعود على ذكر ما تقدمه أو تفعله للآخرين بل دع عملك وفعلك الخير يتحدث عنك ولا تنسى أن تصغر البرواز دومًا لكي تكون أسعد.