حمد بن عبدالله القاضي
كل مؤسسة حكومية أو خاصة لها علاقتها بالناس لديها صعوباتها وتحدياتها، وكلما زاد عدد مَن تقدِّم لهم خدماتها زادت تحدياتها.
وزارة التعليم هي أكبر جهاز حكومي تتوجه عطاءاته للناس، وتحديدًا لأغلاهم: الملايين من الأجيال الجديدة، ذكورًا وإناثًا.
ما يسرُّنا أن الوزارة الآن تعيش حراكًا كبيرًا، حددت فيه عقباتها، ووضعت الحلول لها باتجاه مكوناتها الثلاثة: الطالب - المعلم - المبنى.
بلقائنا (نخبة من كُتّاب الرأي ومن رجال الإعلام) مع معالي وزير التعليم د. حمد بن محمد آل الشيخ سمعنا وأبهجنا ما أورده من خطط ومبادرات، بدأت بها الوزارة، وقد بنتها على دراسة الوضع والاحتكام للأرقام باتجاه هدف التعليم الأعلى: بناء الإنسان؛ ليكون القادر على خدمة نفسه وأسرته، وخدمة دينه، وتحقيق أهداف رؤية وطنه عبر مخرجات يتطلبها إيقاع العصر بكل تغيراته بعد أن انتشرت التقنية في كثير من فضاءات الحياة.
* * *
لن أستطيع بهذا المقال أن آتي على كل ما ورد بلقاء الساعتين ونصف الساعة مع الوزير بحديثه الشفاف، وبالحوار الصريح معه؛ وسآتي ببعض أهم ما ورد بلقاء هذا المسؤول الذي تشعر وهو يتحدث أن «التعليم» هاجسه وهمه، وأنه المدرك لأدوائه؛ ولهذا بدأ مع زملائه حراكًا شاملاً على مختلف الأصعدة التعليمية والتربوية، وعبر مبادرات غير مسبوقة، تتوجه بوصلتها إلى الطالب والطالبة.
وأضرب مثلاً أولاً بما سيتم بالصف الأول الثانوي؛ إذ إن الوزارة ستجعل كل طالب يتجه للمسار الذي يميل إليه: تقني هندسي - شرعي... إلخ؛ وبالتالي عندما ينتقل للصفَّيْن الثاني والثالث الثانوي يكون تركيزه على مساره؛ فيتخرج وهو جاهز لدخول الكلية التي تناسب مساره؛ وبالتالي لا يحتاج إلى قياس، أو سنة تحضيرية. وهذا أنموذج جديد لإحدى المراحل. وكل المراحل سيشملها التطوير.
ثانيًا: المعلم وصفه الوزير بأنه مرتكز أساسي بالعملية التعليمية؛ ولهذا بدأت الوزارة بتهيئة المناخ المناسب له، وبتدريبه، والحفاظ على حقوقه المالية والمعنوية.. وفي الوقت ذاته وضعت المعايير الضرورية لأداء رسالته ومتابعتها.
ثالثًا: مكون المباني أفاض الوزير بالحديث عنه بوصفه أحد أركان التعليم. وقد أوضح أن الوزارة تسعى إلى أن تكون المدارس على مستوى معماري، يوفر الجو والبيئة اللذين يساعدان على تعلُّم وتعليم الطالب، وعلى ممارسة نشاطاته، وتنمية مهاراته. وقد شرعت شركة تطوير بخطوات فاعلة لتحقيق هذا الهدف.
ومن جانب آخر، فقد فسخت الوزارة عقود بناء عدد كبير من المدارس؛ تعثر المقاولون والشركات ببنائها أو إكمالها، وتم استلامها، وبعضها أُعطي لمقاولين قادرين، أو شركات أخرى. وسيتم استكمال ما تبقى من أهداف في تهيئة المباني المدرسية.
* * *
وبعد:
نثق بأننا بهذا الحماس والإخلاص والعمل الجاد، واجتراح الحلول والبرامج التي ستشمل كل أركان التعليم، من عام وجامعي ومهني وفني وأهلي وابتعاث، مقبلون على انطلاقة تعليمية، ستكون ثمرتها - بإذن الله - مخرجات تعليمية قادرة على العطاء، ومنتجات شبابية تستطع أن توظف ما تعلمته في فضاءات الميدان الحكومي وسوق العمل الخاص.
دعاؤنا لأم وزاراتنا، وزيرًا ومسؤولين وقياديين ومشرفين ومعلمين، بالعون والتوفيق.