عندما تبادر إلى ذهني أن أتقدم بشكري وتقديري وامتناني إلى فريق الإشراف على السياحة في عنيزة في مهرجان الغضا للثقافة والفنون الثامن عشر، وعلى رأسهم سعادة محافظ عنيزة المتميز الأستاذ الفاضل عبدالرحمن بن إبراهيم السليم؛ لاستضافة الريف المصري، إلى جانب بعض الحرف المصرية، والبرامج الثقافية التي سيقدمها بعض أفراد الجالية من المجال الصحي والتعليمي، وغير ذلك من المجالات من الرجال والنساء، سرعان ما تبادر لي أنني بهذا الشكر أكون مجحفًا إجحافًا شديدًا؛ فكل شيء في عنيزة، بل على أرض بلاد الحرمين الشريفين، يستحق الشكر والتقدير والثناء. ولا أقول ذلك مجاملة، لكن هذه حقيقة؛ فقد تخطينا العشرين عامًا ونحن على ترابها، الذي عشقناه. ولم يأتِ هذا العشق إلا بسمو أخلاق أهلها، وحُسن تعاملهم وإنسانيتهم؛ فللجميع شكري وامتناني. وكذلك الشكر والتقدير للجنة المنظمة للجناح المصري، وعلى رأسها الأستاذ أحمد حسن رئيس الجالية المصرية بالقصيم، ونائبه الأستاذ عماد أبو طالب، والزملاء الذين شاركونا في هذا الجانب: الدكتور محسن عبداللطيف، والدكتور ماهر عميرة، والدكتور أحمد صلاح مصطفى، والدكتور حاتم حسن عمر، والدكتورة فاطمة أحمد ضحا، والدكتورة إيمان شريف، والأستاذ عزمي الحريري، والأستاذ محمد بيومي. والشكر موصول لعنيزة وأهلها، وللمملكة كافة من الجالية المصرية بالقصيم، بل في المملكة عامة.
وعندما قلّبت بضع صفحات في التاريخ وجدت أن العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية تتسم دائمًا بالتميز نظرًا للمكانة والقدرات الكبيرة التي يتمتع بها البلدان على المستويات العربية والإسلامية والدولية. فعلى الصعيد العربي تؤكد صفحات التاريخ أن القاهرة والرياض هما قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي، وعليهما يقع العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي، والوصول إلى الأهداف الخيّرة المنشودة التي تتطلع إليها الشعوب العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي. وعلى الصعيد الإسلامي والدولي التشابه في التوجهات بين السياستَيْن المصرية والسعودية يؤدي إلى التقارب إزاء العديد من المشاكل والقضايا الدولية والقضايا العربية والإسلامية؛ ومن هنا كان طبيعيًّا أن تتسم العلاقات السعودية - المصرية بالقوة والاستمرارية، منذ زيارة الملك عبدالعزيز لمصر عام 1946م حتى الآن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله -.
فالمملكة العربية السعودية من أشرف وأحسن الأوطان، وهي الأرض المقدسة التي يحلم الجميع بزيارتها، ولسموها وعلوها تغنَّى بها الشعراء دومًا.
هي البيت الحرام، هي الحب والسلام.. فهذه الأرض المباركة عاش بها أفضل خلق الله، نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، والصحابة الذين نشروا الإسلام في البلدان كافة؛ لذلك هي ليست مجرد دولة مثل أي دولة أخرى، بل هي أفضل الدول وأجملها برسولنا وبالمقام الشريف له.
ومصر موطني أقول لها: من أين نبدأ يا مصر الكلام، وكيف نلقي عليك السلام، قبل وقفة الاحترام؛ لأن في عينيك الأيام، والأعلام، والأقلام، والأعوام. الحب لك أرض، والجمال سقف، والمجد لك وقف. سلامًا عليك يا أرض النيل، يا أم الجيل. في مصر تعانقت القلوب، وتصافح المحب والمحبوب، والتقى يوسف ويعقوب، عليهما الصلاة والسلام.
مساء الخير يا أرض الكنانة، يا ناصرة الديانة، يا حاملة التاريخ بأمانة، يا حافظة عهد الإسلام في صيانة، يا راعية الجمال في رزانة.
مصر إذا دهاك الهم قبل دخولها فدخلتها صافحت سعدًا سرمدًا. مصر يا أم الحضارة والعصر. مصر يا أم العلم والعلماء. مصر يا أم الفقه والفقهاء.
أرض إذا ما جئتها متقلبًا في محنة ردتك شهمًا رائدًا. مصر يا أم القلوب البيضاء. مصر يا أم الأراضي الخضراء. مصر يا أم السماء الزرقاء. مصر يا أم الجبال الصفراء. مصر يا أم النخيل الخضراء.
الوافدون إليها مغرمون، والقادمون إليها مسلّمون. مصر يا أم النيل. مصر يا أم الوادي الجديد. مصر بلادي أحبها من كل دمي وفؤادي.
مصر يا أم الشعر والشعراء. يا ركب المحبين أينما حللتم وارتحلتم، وذهبتم وأقبلتم، ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين.
** **
- مدير مكتبة مركز المربي