خالد بن حمد المالك
على مدى أربعة عقود، وإيران تتمتع بما لم تتمتع به أي دولة أخرى، حيث التسامح الدولي مع سلوكها غير الملتزم بالأعراف الدولية، مع أن غيرها من الدول لم تفعل ما فعلته وتفعله إيران، ولم تمارس ما يمكن اعتباره سلوكاً عدوانياً، وجرائم إرهابية، وتدخلات في الشؤون الداخلية في عدد من الدول كما تفعل طهران.
**
ويبدو أن إيران (المدللة!) فهمت أن غض الطرف عن تبنيها للإرهاب، وممارسته في حق الدول والأفراد، دون أي رادع، أو محاسبة، أنه ضعف وخوف، ومداراة لئلا تفعل ما هو أكثر مما تفعله، وربما كانت قراءة إيران صحيحة، فالعالم الذي سكت طويلاً عن الدولة الأولى في الإرهاب، دون قرار رادع، شجع الدولة الفارسية لتقتل المدنيين والأبرياء، وتعيث فساداً في أكثر من دولة.
**
والمؤكد والواضح أنه لم يخطر في ذهن قادة إيران، أن للصمت حدودًا، وأن أمريكا القوية، برئيسها القوي، لن تسكت طويلاً على ضيم، ولن تنتظر مزيداً من التآمر على الأمن والاستقرار، ولن تقبل من إيران كل هذا التمادي في تحدي العالم بممارسات حمقاء، حان الوقت لوضع حد لها.
**
لهذا كانت البداية لإيقاف نزيف دماء الأبرياء بتعمد وإصرار أمريكا على قتل رأس الأفعى المجرم قاسم سليماني أولاً، على أمل أن يكون هذا الإجراء نهاية لجرائم إيران، وطي صفحة إيرانية سوداء كتبها قاسم سليماني بأسماء ودماء الشهداء والأبرياء والمدنيين على امتداد العالم، وستطال اليد الأمريكية القوية آخرين من المجرمين الإيرانيين إن لم ترعو، القيادة الفارسية، وتتخلى على ممارسة ودعم وتبني العمليات الإرهابية.
**
هناك تهديد إيراني مبطن لأمريكا، وتعبئة شعبوية للشيعة في مختلف دول العالم، وتهديدات لا تتوقف للانتقام لدم المجرم قاسم سليماني، وقد تفعل إيران شيئاً ضد أمريكا يحفظ دماء وجوه الساسة الإيرانيين بعد أن أصيبوا بمقتل، إثر القضاء على أخطر الإرهابيين، ولكن الرد الأمريكي سيكون أقسى وأشد من قتل سليماني.
**
وعلى إيران، ومن وضع نفسه في خندق واحد معها، أن يتذكروا بأن أي مغامرة، أو تصرف غير مسؤول، أو عمل أحمق يضر بأمريكا ومصالحها، ستكون تبعاته الجحيم والزلزال والقوة الأمريكية التي لا قدرة لإيران وحلفائها على مواجهتها وقهرها.