د.دلال بنت مخلد الحربي
يفتح مقتل قاسم سليماني المجال لطرح أسئلة كثيرة تخص الأمن القومي في البلاد العربية، فمع مرور الوقت شهدنا تزايد النشاط الإيراني والتركي في مناطق من العالم العربي، وتحول هذا النشاط مع الوقت، وكأنما هو تحصيل حاصل وحقيقة يجب أن تقبل ليس على شعوب المنطقة ولكن على مستوى العالم.
ففيما يخص إيران كان قاسم سليماني يمثل رأس الحربة في فرض الهيمنة الإيرانية على مناطق عربية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وظهر من مواقف بعض الفئات من داخل الوطن العربي تعاطفها الشديد بل تجاوز بعضهم إلى التأييد لهذا النفوذ دون مواربة.
فالأخبار تقدم لنا شخصيات عربية تتعاطف وبقوة مع سليماني بعد مقتله تعاطفاً يبدي مساحة واسعة من الرضا عن هذا التغلغل الإيراني دون أي شعور للانتماء القومي العربي، ودون إبداء موقف من أصل التغلغل الإيراني الذي يقوم على نشر العقيدة الشيعية التي ترتكز أسسها على قاعدة عنصرية فارسية.
وكان قاسم سليماني يناضل من أجل هذه العقيدة، وليس من أجل الدفاع عن قضايا أو مواقف للبلدان التي ركز جهده عليها.
من جهة أخرى نجد تركيا وهي تسعى بقوة إلى فرض هيمنتها على مناطق من العالم العربي مثل شمال العراق وسوريا والصومال وفي الآونة الأخيرة ليبيا.
قد لانوجه اللوم كثيراً إلى تركيا وإيران أو غيرهما فهي دول تسعى إلى بسط نفوذها وإفادة شعوبها، ولكن اللوم يقع على العالم العربي الذي أصبح يتخبط لعدم قدرة المنظمة التي يفترض أن تكون لسان حاله وهي الجامعة العربية في صد هذا النفوذ من دول مجاورة ضد دول هي عضوة في هذه الجامعة مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا.
إن التصدي للهيمنة الأجنبية على البلاد العربية طريقها الوحيد هو إعادة النظر في أوضاع الجامعة العربية والعمل على تقويتها لتكون منظمة فاعلة تدافع عن الحق العربي في كل مكان ويحسب لدفاعها ألف حساب.