«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
قد يُقبَل على مضض التعصب المنتشر في القنوات الفضائية عبر برامجها الرياضية التي أصبحت في أغلبها تتعمد الإثارة المبتذلة؛ لتجاري بذلك المشجع السطحي البسيط الباحث عن مثل هذه النوعية من البرامج السطحية التي لا يمكن أن تناقش مواضيع عميقة ذات مردود إيجابي على الوسط الرياضي، كما لا يمكن أن تكون عامل بناء وإصلاح، بل معظمها يشارك في الهدم من خلال طرح ساذج!
أقول قد يُقبَل ذلك من الإعلام الرياضي طالما لا يوجد من يردعه، ولكن ما لا يمكن قبوله نهائيًّا هو «العبث» في التاريخ الرياضي السعودي الممتدة جذوره منذ عقود؛ فهذا التاريخ المضيء للرياضة السعودية يجب أن يبتعد عنه ثلة المتعصبين؛ ليُترك للعقلاء الذين لا يمكن أن يهينوا التاريخ الرياضي لمجرد الميول والعواطف!
نسوق تلك المقدمة بعد تحقيق فريق النصر بطولة السوبر السعودي التي أكمل من خلالها 25 بطولة رسمية، إلا أن بعض النصراويين لا يزال يعتمد على «الحراج» البطولاتي؛ فبعد تحقيق هذه البطولة أشار بعض النصراويين إلى أنها البطولة رقم 44، وهذا الرقم مضحك جدًّا، ولا يمكن تبنيه من العقلاء في نادي النصر، فضلاً عن عقلاء الوسط الرياضي. ففي بطولات النصر يقولون إنها وصلت إلى 44 بطولات ودية تنشيطية، لا يمكن للعاقل أن يحتسبها بطولة رسمية، مثل بطولة بني ياس وبطولة الجزيرة وبطولة دمشق وبطولة فلسطين وبطولة تركي بن ناصر التي شارك فيها النصر بفريقين، ومنها الفوز على الرجاء المغربي بالمونديال، واللعب في المونديال، واحتسبوا هذه بطولتين، فضلاً عن بطولات المناطق التي تعتبر تصفيات أولية..! نوعية هذه البطولات موجودة عند كل فريق، ولو تم احتسابها لكل الفرق لوصلنا لأرقام كبيرة. فمثلاً لدى الهلال من نوعية هذه البطولات 99 بطولة، ولدى الاتحاد ما يقارب الـ50، وكذلك الأهلي والشباب 48 بطولة، ولكن بعض الفرق لا تتحدث إلا عن بطولاتها الرسمية فقط..!
بقي أن نقول: العبث في التاريخ الرياضي كاد يتوقف على يد تركي الخليوي رئيس فريق التوثيق الذي تم تشكيله في عهد الأمير عبدالله بن مساعد، وخرجت نتائجه كما كان يتوقع العقلاء، ولكنّ العابثين وقفوا لهذه النتائج؛ ليواصلوا عبثهم في التاريخ الرياضي، وهذا ما تحقق لهم بعد إلغاء عمل فريق التوثيق دون أي سبب..!