استمتعنا بالسوبر الإيطالي في حضرة نجوم يوفينتوس ولاتسيو، وموعودون بمتعة كروية أخرى مع السوبر الإسباني، ونجوم الفرق الأربعة (ريال مدريد وبرشلونة وفالنسيا وأتلتيكو مدريد)، وقريبًا سنعيش مع بطولة إعداد القادة الدولية تحت 17 سنة باستضافة ستة أندية عالمية، إضافة لفريقَي الهلال والنصر. فعاليات رياضية مختلفة هنا وهناك تحت مظلة هيئة الرياضة وأميرها الديناميكي ومنظومته الخلاقة في سعيهم الحثيث لتحقيق رؤية المملكة الموفقة. نحن في الواقع محظوظون كوننا نعيش مع فعاليات رياضية متنوعة، تنتهي هنا، وأخرى تبدأ هناك، بجهود تنظيمية عالية، تعكس بشكل كبير حجم العمل لرفع مستوى الرياضة والرياضيين، ومع ذلك ما زال هناك من لم يستوعب هذا التوجه خاصة في الإعلام الرياضي الذي لم يرقَ لمستوى الحدث، وبقي يراوح في محيط الإثارة الممسوخة، بل إنه تحول لمعول هدم في كثير من الأحيان من خلال الطرح البائس والظهور المخجل لبعض المنتسبين للإعلام الرياضي، خاصة في البرامج الرياضية، وكأنهم يتعمدون أن يكونوا حجر عثرة في طريق التطور الرياضي من خلال إصرارهم على تكريس هذا التعصب لكسب أمجاد شخصية باسم الأندية. الانطباع العام لدى المتلقي يقول إن من يقف خلف تلك البرامج يسعى لإفشال تلك الجهود نظرًا لقصور في فهم التوجُّه العام لأهداف هيئة الرياضة. بكل أمانة لا أعلم حجم الاستفادة من برامج لا همّ لها إلا تكريس التعصب باسم الإثارة، وبأطروحات لا تخدم الرياضة، لا من قريب ولا من بعيد. جميعنا يقدر ما تقوم به الهيئة من جهود تشكر عليها، ولكن ألم يحن الوقت لتهذيب المشهد الإعلامي، وإخراجه بشكل أفضل ليرقى لمستوى التوجه العام لسياسة المملكة وجهودها للوصول بها إلى ما تستحقه من مكانة؟ للأسف مرت أحداث رياضية عالمية، ولم تخدمنا تلك البرامج في استقطاب الحضور العالمي لمعرفة انطباعهم العام عن الرياضة السعودية! للأسف حضروا وغادروا ولم نعرفهم ولم يعرفونا، ولم يعرفوا حجم شغفنا الرياضي. باختصار شديد: برامج الثرثرة الليلية لم تخدم إلا أصحابها.
** **
- فهد المطيويع