قدم الشيخ صالح العصيمي، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام سعود، محاضرة في اثنينية الذييب بعنوان «فضل الهداية»، حيث تحدث فضيلته عن الهداية للطريق القويم وكيف أن الهداية تعد نعمة كبرى من الله -عزّ وجلّ-، مؤكداً أن الهداية تأتي رحمة من الله بعباده المخلصين، وقال:» إن المتدبر للآيات القرآنية سيكتشف أن الهداية تأتي من الله للعباد وليس للعبد دور فيها إلا أن يجتهد في العبادة وأن يصلح النية مع الله. أما التوفيق في الهداية فيأتي من الله».
وضرب الشيخ عدداً من الأمثلة على ذلك بنبي الله يوسف عليه السلام الذي آتاه الله حكم مصر يتصرف فيه كيف يشاء ومع ذلك طلب من الله الصلاح في الدنيا والآخرة وذلك في قوله تعالى على لسان يوسف: {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}.. وكذلك نبي الله إبراهيم عليه السلام الذي طلب من الله أن يجنبه وذريته عبادة الأًصنام، رغم أنه أول من كسر الأصنام في التاريخ.
من ناحية أخرى بين الشيخ العصيمي أن الأنبياء لم يستطيعوا هداية أقرب الناس لهم، لأن الله سبحانه وتعالى هو صاحب الهداية.. فهذا نوح عليه السلام لم يستطع هداية ولده.. وهذا إبراهيم عليه السلام لم يستطع هداية أبيه، وكذلك نبي الله لوط الذي لم يستطع هداية زوجته.. وأيضاً محمد -صلى الله عليه وسلم- عندما خاطبه ربه بقوله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء}. كما قدم الشيخ العصيمي في نهاية محاضرته نصيحتين قيمتين؛ أولهما أن الله إذا أنعم على العبد بالهداية فلا بد من أن يحافظ عليها العبد لأنها كأي نعمة أخرى يمكن أن يزيلها الله عن العبد نتيجة تصرفاته واستدل على ذلك بقوله تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}.
أما النصيحة الأخرى فهي للتعامل مع الفرد الصالح إذا ضل عن الطريق السليم قليلاً، حيث لا يجب أن نبتعد عنه وأن نتعامل معه على أنه أصبح شخصاً فاسداً وبالتالي نصبح عوناً للشيطان عليه، وإنما لابد من التعامل معه بالحسنى وأن نستمر في تقويمه وتقديم النصح له حتى يعود عن المعصية. في نهاية المحاضرة قدم حمود الذييب درعاً تذكارياً للشيخ صالح العصيمي.