عبده الأسمري
تمتلئ ذاكرة الإنسان بتركيبة مهيبة من القطبية بين الخير والشر وتعقيدات دقيقة بين الصح والخطأ.. وتلوح في شاشة الخيال وجوه وأصناف وأشكال وشخصيات تقترن بهم المواقف والوقفات.
يعاني البشر بمجملهم من «تغير خطير» في مستوى العلاقات الإنسانية وتعثر أخطر في مجال التعاملات البشرية الأمر الذي يفرض العديد من التساؤلات عن «حجم» الصدمات و»مجال» المتغيرات في هيئة «تجارب مؤلمة» تسيدها نكران «مفتعل» أو «تنكر محتوم» لتأتي النصائح في «عناوين» التحذير من الإفراط في الثقة وتطل التوجيهات في «تفاصيل» الحذر من الإغداق في المعروف.
ما الذي تغير ؟؟ هل تبدلت القلوب أم تغيرت المصالح أم أن الزمان تغير وغير معه «براءة» القيم و»عفوية» الشيم» أم أن التربية أخذت مسار «اليكتروني» يوظف الخذلان ويشيع النكران.. أم أن «النماذج» قد قلت في إطار «الاقتداء» أم أن الأسر والمدارس والمجتمع تسير في «غفلة» وتمضي في «روتينية» متجاهلة دور «الضمير» متغافلة أثر «التقدير».
علامات استفهام وتعجب توجب «التفكر» و»التدبر» في أرصدة «المعروف» لدينا ومتون «الجميل» ومساحات «الفضل» وقوائم «الفضلاء والنبلاء» ولماذا انخفضت الأسماء وتراجعت النتائج وقلت المؤشرات وخفت التوقعات بشأن «فعل الخير» و»صناعة الفضل»..
نتفاجأ يوميا بحجم «الألم» من غدر صديق أو تنكر رفيق أو سوء قريب أو تجاهل زميل لتتشكل الإيحاءات والتفريغ النفسي والحيل الدفاعية في رسائل تقنية أو شكاوي مباشرة أو مواضيع اجتماعية تعكس «مقدار» الأوجاع» النفسية و»الأحزان» الخاصة» التي ظلت «عنواناً» بائسا شوه منطقية «العلاقات» وبدد «لحمة» المعاملات.
الخير باق والإحسان دائم والوفاء مستديم ولكن «الوجوه» الأصيلة والقلوب «النبيلة» قلت في زمن طغت فيه «الذاتية» وبرزت فيه «الأنانية «فتهاوت «أسقف» التوقعات وانحدرت «مسارات» التأكيدات لتظل «النتائج» مقترنة بالتعاون قرينة بالتعاضد.. مما جعل «البعض» يقيم «سياج» التريث» و»احتياط» الأقدام على كل مبادراته وحلوله الأمر الذي أفشى «تراجع» السخاء و»تأخر» العون.
من يفعل «المعروف» عليه أن يخرج من «عباءة «الحسابات الشخصية وأن يتجرد من «فرضية» المعاملات الراجعة حتى ينعم بعمل «نقي» خال من شوائب «الاشتراط» «صافٍ» من رواسب «المقايضة».
من يسعى إلى «الأثر الحسن» بعد رحيله عليه أن يدفع «مهر» الخبيئة في أعمال صالحة «سرية» لا يعلمها إلا الله وأن يسدد «التزام» الحسنى في أفعال نافعة تجعل اسمه «قرينا» لدعوات الضعفاء ومرافقا لمناجاة المكلومين و»رفيقا» لابتهالات الفقراء.
«الحياة قصيرة جدا» و»العمر محطة عابرة» و»الموت ضيف جائل» و»الرحيل نهاية حتمية» و»الوقت فرس رهان» والدروب مفتوحة لمن أراد الركض في ميادين «الخيرات» والحقول متاحة لمن نوى زرع «بذور» الحسنات».
تغيرت الدنيا وتباينت الأهداف وحلت «وطأة» الظروف وسطت «لعنة» الجفاء وسيطرت «سوءة» التخاذل ولكن تبقى الثوابت «راسخة» والمعاني الإنسانية «مغانم» تسير بالإنسان إلى «الجنة ونعم المصير» والمنافع الاجتماعية «غنائم» تملأ الأرواح بالصلاح والفلاح.
ما الذي تغير؟! سؤال مركب إجاباته متعددة تنطق بها الألسن وتصدح بها الحناجر وتمتلئ بها الدواخل.. تستعمر الذاكرة وتغمر الحاضر وتتحين المستقبل.. ولكن الحل في «الثبات» والمعني في «الإثبات» حيث أن تغير «الزمن» لا يفرض تغيير المبادئ وأن تبدل البشر لا يعني تعديل الأخلاق بل أن «العبرة» بما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت من نفع للناس ومن تفريج كربات ومن إدخال سرور ومن حسن خلق ومن ذكر «حسن» ودعاء صالح وعلم نافع ظل ملازما لك في حياتك وبعد مماتك.