أ.د.عثمان بن صالح العامر
عرّفت الـ(يوكيبيديا) صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز بأنه (أمير منطقة حائل، وشاعر) ولذا فالعاطفة تسكنه بجميع حواسه، والحب يعمر قلبه ويغمر فؤاده، وتفاصيل المواقف والمشاهد والوجوه لا تغيب عن ذاكرته، فالشاعر -كما هو معلوم- مرهف الإحساس، عميق النظرة، خياله واسع، وعباراته جزلة، ذو رمزية موغلة في الذات الإنسانية قد لا يفك شفرتها ولا يعرف مدلولها إلا النخب والأتراب، مثله مثل الفنان - رساماً كان أو مصوراً - يلتقط صورًا نعدها نحن مشاهد عابرة لا يَحسنُ الوقوف عندها ولا التفكر فيها، فضلاً أنه صاحب مشاعر فياضة، تؤلمه الدمعة، وتقض مضجعه النبرة، وتهزه الكلمة أياً كان مصدرها ومهما كان قائلها، ويطرب لجمال الكون، وروعة العبارة، وحسن الأداء، وهذا بالطبع أثر على شخصية سمو الأمير بصورة أو بأخرى، فصار قائدا قلبياً بامتياز، علاوة على كونه إداري عقلي بحرفية عالية وقوة واقتدار -كما يعرف ذلك عنه كل من عمل معه أو اقترب منها وراجعه-. وفي هذا النموذج من نماذج القيادة يكون الحب حاضراً في خمسة أشياء:
* المكان الذي يسكنه المحب، والمؤسسة والدائرة التي يعمل فيها حتى تصير معشوقته الجديدة منافساً حقيقياً لأسرته، وقد ترجم صاحب السمو هذا الحب - الذي عبر عنه شعراً ونثراً في مناسبات مختلفة - إلى عمل تنموي جاد، مبني على معرفة تامة برسالته الشخصية والرسمية نحو المكان وساكنيه، وفهم عميق للرؤية التي استقرت في عقله، وإيمان مطلق بأهدافه السامية التي وضعها نصب عينيه، والتزام تام بقيمه التي يمليها عليه دينه، ثم منصبه ومواطنته الصالحة، ولعل من بين الشواهد على سكون حائل المكان في نفس سمو الأمير أنه يقضي إجازته السنوية (الصيفية) مسافراً من حائل (العمل) ليستقر به المقام في حائل (العشق).
* حب الفريق الذي يعمل معه، والذي ترجمه سمو الأمير بالتعاون، والاحترام، والثقة، والتقدير، والتكريم، والتحفيز، وإيجاد مناخ النجاح له، والتواصل الدائم معه، ومشاركته أفراحه، والوقوف صفاً واحداً متراص اللبنات في وجه التحديات والصعاب التي هي بمثابة عثرة في طريق الإنجاز.
* حب المنتفعين والمستفيدين من الخدمات التي يسعى لتقديمها لهم، وذلك بالاهتمام الكبير بشكواهم، والحرص الدائم على تحسين جودة الحياة لهم، والشفافية المطلقة معهم، والأخذ بآرائهم ومقترحاتهم متى كانت تخدم الصالح العام، ولا تتنافى مع القيم والمبادئ التي عليها هذه البلاد.
* حب المجتمع المحيط، فالحب الصادق الذي يحمله سمو الأمير للمجتمع الحائلي، يشع من بين حناياه، فيملأ الآفاق تفاؤلاً وبشرى، ويأخذ كل من يصل إليه نصيباً منه، ولذا تجده -وفقه الله- قريباً من طبقات المجتمع المختلفة.
* وأخيراً حب القائد لنفسه دون غرور أو كبر وتعالِ على غيره، وذلك من خلال التصالح مع النفس الذي يساعد على مد جسور الثقة والعلاقة المتميزة مع الآخرين، فالقائد المحب لنفسه واقعي في طموحاته، منطقي في توقعاته، لا يبالغ في استخدام سلطاته، ولا في ردة الفعل تجاه التصرفات السلبية التي قد تصدر من العاملين معه، لأنه باختصار يسمو بنفسه عمّا قد يؤثر على سمعتها.
هذا غيض من فيض، وقليل من كثير مما حقه أن يسطر في (أميرنا المحبوب، وجه السعد) وليس من رأى وعايش كمن قرأ وسمع، وكما قال لي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن مقرن نائب أمير منطقة حائل - الذي شرفني بالاطلاع على ما كتبت في الحلقات السابقة عن سمو أمير المنطقة عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز، وأسعدني وسرني كثيراً إشادته وشكره - قال بالحرف الواحد (ومهما كتبنا وقلنا فلن نفي سيدي سمو الأمير حقه) حفظ الله لنا قادتنا، وأدام عزنا وترابطنا ووحدتنا وقربنا من ولاة أمرنا وقربهم منا، ودامت حائل جوهرة وعروساً، ودام وجه السعد مشرقاً فيها وضاء، سعيداً بها ومسعداً لها - بعون من الله وتوفيق ثم بمباركة ودعم وتأييد ومساندة من لدن مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين، وسمو وزير الداخلية، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.