رمضان جريدي العنزي
كما يقال إن الكتاب يقرأ من عنوانه، فالعنوان يعطيك الانطباع الأول عن الكتاب مضمونه ومحتواه، كذلك مداخل المدن تعطيك الانطباع المباشر عن جمال المدينة ترتيبها أناقتها وحسن تنظيمها، ولهذا في كل مرة أعود للكتابة عن هذا المدخل المأزق، لما له من أهمية كبيرة وجليلة، ومآسي قاسية وحوادث مميتة وآثار سلبية، قصة هذا الطريق لا يمكن نسيانها مطلقاً، حيث صار سيئاً بكل ما تعنيه الكلمة، مدينة جميلة مثل الرياض تأسست منذ عقود، مدخلها الشرقي به خراب كبير، وتهتك عظيم، وقبح شديد، ومنظر بشع، لا يليق بها، أبداً لا يليق بها، والناس يعانون منه منذ سنوات طويلة، وأصواتهم بحت حتى أصيبت حبالهم الصوتية بالعطب، والكل يعرف هذه الحقيقة، التي لا يمكن تجاهلها، لقد غدى هذا المدخل بلا روح ولا عافية، فرغم ضيقه وسوءه وخرابه، فيه زحام شديد، ومن حوله كسارات كثيرة تنتج التلوث البيئي والبصري على مدار الساعة، وأحواش خشبية وحفر وخيم، والشاحنات فيه مصائد كبيرة للسيارات الصغيرة والبشر، من مطلع الشمس وحتى غروبها، لا يعقل أن يكون هذا المدخل الخراب في مدينة عريقة كالرياض، إننا بحاجة ماسة لمن يلتفت لهذا المدخل المأساوي، يسعفه ويصلح حاله، ويجلب له العافية، بحاجة لمن ينهض به، ويرفعه إلى مقام المداخل الجميلة الأخرى، نريد من يفرج الضيق، ويزيل الهم والأسى عن هذا المدخل العتيق، ينقله من حالته المأزومة الراهنة إلى فضاء يستطيع فيه التنفس، يخرجه من عنق الزجاجة، ويعيده إلى الضوء والنشوة والبريق، إن كلامي عن هذا المدخل لم يأت من فراغ، وإنما هو مدفوع تحت ضغط الواقع المؤلم، والعمل على إعادة تأهيل هذا المدخل من صلب تفكيري واهتمامي والذي أنقله للمعنيين عن شأنه، وآمل أن يكون جوابهم رقيقاً شافياً وشفافاً، إنني وجدت نفسي ملزما مرة أخرى أن أكتب عن هذا المدخل، بكل موضوعية وبساطة لغة واختصار، بعيداً عن اللغو والاسترسال، أسأل الله تعالى أن يوفق المعنيين، ويسدد خطاهم، ويوفقهم لما فيه خير المواطنين والوطن وتطلعات ولاة الأمر أعزهم الله ونصرهم، وأن يأخذ بأيديهم إلى طريق الحلول الناجعة الناجحة والسريعة، والتي تجعل من هذا المدخل شعلة من وهج جميل، ومنارة بهاء، تفرح القلب، وتسر النظر، وأنا مستبشر بهم خيراً، هذا يقيني وظني وحدسي، بأنهم لن يهملوا أصواتنا أبداً، وسيقدمون كل ما لديهم لنا، ويزيلون التهتك والخراب وسوء المنظر الذي حل بهذا المدخل الهام والمم منذ أمد طويل.