صيغة الشمري
بعد أن تم تصفيته غير مأسوف عليه من قبل القوات الأمريكية التي يقال - والعهده على الراوي - إنها انطلقت من دويلة قطر، دخل النواح والصياح في كثير من البيوت الإيرانية والبيوت التي يعود ولاؤها لطهران من العرب الذين باعوا عروبتهم للفرس. مقتل الإرهابي سليماني يفتح أبواب التكهنات على مصراعيها ليغزو المحللون السياسيون جميع البرامج الأخبارية في العالم بحثًا عن مصدر رزق وفرصة للظهور عبر تفاسير وتحليلات قد لا تتجاوز فهم وتحليل الشخص العادي للأحداث، مع يقيني بأن الأمور في النهاية تعود لتحليل الشخص العادي مهما بعدت مراميها وتطلسمت معانيها، فهي لابد بعد أن تنجلي غيمة الحدث ودوي التحليلات أن تعود لمعناها البسيط وتفسيرها المعتدل، بغض النظر عن كون إيران عميلة لأمريكا من عدمها، فمقتل سليماني يمثل لها ضربة موجعة ومهينة لن تفيق منها بشكل كامل لأشهر عدة، بل ستذهب لتفسيرات وتهديدات صوتية فارغة تحفظ لها ما تبقى من ماء وجهها، هذا إن كان بقي من كرامتها شيء. سليماني من أشرس الإرهابيين على وجه الأرض في زماننا الحديث، حيث يتحمل مسؤولية الكثير من الأعمال الإرهابية التي ذهب ضحيتها الآلاف من الأبرياء، ومقتله هو انتصار وقصاص لهؤلاء الأبرياء الذين لم يكن لهم ذنب سوى أنهم وُلدوا في زمن أغبر يكثر فيه سليماني وأشكاله. هلاك سليماني بهذه الطريقة التي استعرضت فيها الآلة العسكرية الأمريكية قدرتها يوجه رسالة لإيران بأنها غير قادرة على حماية نفسها أو حتى حلفائها، حيث يعتبر سليماني من الأهمية بمكان قد توازي أهمية وزير الدفاع الإيراني والرجل القوي في عسكريي إيران. بمقتله سترتاح المنطقة كثيرًا وستفيق إيران من اعتمادها على تصدير الإرهاب وزعزعة المنطقة بشكل مستمر.