إيمان الدبيَّان
كالزهر إن تمايل غصنه فاح عبيراً، وكالماء إن منع عن التدفق هلك المجتمع كثيراً، هي النصف، بل هي الحياة، فلا حياة بلا امرأة تتشارك وتمكَّن فيها مع الرجل.
فهي الأهل، والصاحبة, والحليلة, والزوج، والأخت, والبنت، والمرأة، هي الأنثى التي ذكرها الله بكل هذه الأسماء, والصفات في القرآن الكريم، والتي قال الله تعالى عنها في سورة سميت باسمهن جميعاً سورة النساء بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ «سورة النساء-195» أي جميعكم في ثوابي سواء كما فسرها ابن كثير، ووضح سبب نزولها عندما سألت أم سلمة في حديث عن عمرو بن دينار عن سلمة رجل من آل سلمة قال: قالت أم سلمة :(يا رسول الله لا نسمع ذكر النساء في الهجرة بشيء؟ فأنزل الله فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ إلى آخر الآية.. وقالت الأنصار هي أول ظعينة قدمت علينا...) رواه الحاكم في مستدركه «تفسير ابن كثير».
المرأة هي أول شريك للرسول -صلى الله عليه وسلم- في الدعوة الإسلامية دعوة محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، تمثل ذلك في أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- عندما كانت أول من صدق، وآمن، وأول من آزر وأعلن، هي من طمّنت نبي الله تعالى وهي من نصرت.
بما أن الشريعة الإسلامية تعطي وتمنح المرأة حقها، ودورها في الحياة، وفي التنمية مثلها مثل الرجل، صارت المرأة ركناً أساسياً في رؤية المملكة العربية السعودية 2030 في كل محاورها الثلاثة: المجتمع الحيوي، والاقتصاد المزهر، والوطن الطموح.. وأصبح ينتظر منها دوراً كبيراً وأساسياً في مختلف مجالات التنمية، خاصة أنها المرأة العربية المسلمة السعودية التي عرف عنها منذ قديم الأزل، وعبر العصور، والتاريخ، أنها الشخصية القوية، والمرأة الذكية التي تستطيع أن تشارك، وتدير، وتقود، وتصنع، وتهيء كل شيء بإمكانه أن يطور وطنها وأبناءه.
إنه وقت تمكين المرأة الذي تغيبت عنه وقتاً، وجاء دورها، وتمكينها ظاهراً بارزاً بفضل الله ثم بفضل حكومتنا الرشيدة فأصبحت متمكنة مِنَ النّجَاحِ، والزيادة في القدرة السياسية، والاجتماعية والاقتصادية، وهذا ما رأيناه من بنات وطننا في مختلف المجالات فأصبحت السفيرة، ووكيلة الوزارة، والناطق الرسمي، والمهندسة، وغيرها من المناصب والإدارات والمهن المتعددة.
هذه هي المرأة السعودية التي أبهرت العالم وننتظر منها المزيد، فلم يبق البيت مكانها، بل مصنعها الذي تنتج منه أفراداً فكرهم منيراً، وعملهم مجيداً، وأصبح نواتها التي تنطلق منها في كل مكان نجاحاً، وتمكينا فريداً.