سليمان الجعيلان
في (02 سبتمبر 2011) تحدَّث المخرج التلفزيوني والخبير الرياضي الأستاذ سعد الوثلان لصحيفة الرياضية قائلاً: «إن بعض المخرجين يعمد في بعض المباريات إلى الانتقائية والاستقصاد في اختيار لقطات معينة، وإخفاء أخرى. وهذا عيب يعاني منه بعض المخرجين الذين تتحكم فيهم ميولهم، وتتدخل عدم الحيادية في مهنيتهم، ويقبلون الوصاية في عملهم..». انتهى حديث سعد الوثلان الجريء والشجاع الذي يلامس الحقيقة، وفيه اعترافات خطيرة عن تصرفات وتدخلات بعض مخرجي المباريات في إظهار بعض اللقطات، وإخفاء بعض الحالات.. وقد تعمدت أن أعود إليه اليوم بعد أن أصبح الإخراج التلفزيوني شريكًا أساسيًّا في تحديد نوعية القرارات التحكيمية، وتطبيق عدالة المنافسة، وتحديدًا بعد أن أصبحت تقنية (VAR) تعتمد على الناقل التلفزيوني في الدوري السعودي كما اعترف وأقر رئيس لجنة الحكام السيد فرناندو تريساكو بأن تقنية الفيديو (VAR) تعتمد على كاميرات النقل التلفزيوني، وأنه لا توجد كاميرات خاصة بالاتحاد السعودي كما هو متوافر في أغلب البطولات العالمية والمسابقات الأوروبية!!..
وما بين كلمات الأستاذ صالح الوثلان واعترافات السيد فرناندو تريساكو بات الوسط الرياضي والجمهور السعودي أمام حقيقة واحدة، هي أنه كان - وما زال - مخرجو المباريات هم من يحدد صحة قرارات الحكام، وتوجيه نتائج المباريات بنسبة معينة، زادت أكثر عندما أصبح الحكام يرجعون للقطات تحكيمية وجدلية بطريقة سريعة، ومن زوايا غير دقيقة، ولا تخدم عدالة الصفارة؛ والسبب بكل بساطة أن اللقطة يتحكم فيها مخرج المباراة المجتهد، وليس حكم فيديو المتخصص!!..
وأمام هذه المشكلة وهذه الإشكالية في عدم القدرة على تحديد المتسبب في سوء استخدام تقنية الفيديو (VAR)، هل هو ضعف الإمكانيات المشغلة للتقنية، أم تواضع الكفاءات المستخدمة للتقنية؟ أصبحت المسؤولية على الاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة الدوري السعودي للمحترفين مسؤولية كبيرة في مواجهة المشكلة، وليس السكوت عنها والهروب منها، خاصة أن الهدف المعلَن من الاستعانة بتقنية (VAR) كان تحقيق عدالة المنافسة، وليس خلق مشكلة تسببت في تنمية وتغذية هذا الاحتقان الجماهيري والتعصب الرياضي!!..
تؤكد من خلال ما نراه مدى تأثير النقل التلفزيوني في إظهار لقطات وإخفاء حالات، لا تؤثر على قرارات الحكام ونتائج المباريات فحسب، بل تؤثر على العقوبات الانضباطية؛ ولذلك أزعم أنه بات على الاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة الدوري السعودي للمحترفين فتح ملف، ظل طوال الفترة الماضية مسكوتًا عنه، والإجابة عنه أصبحت ضرورية لإقناع الرأي العام.. والسؤال هو: هل المسؤول عن مشكلة عدم تطبيق تقنية (VAR) بطريقة احترافية هل هو سوء اختيار بعض حكام الفيديو أم هو فشل الإخراج التلفزيوني في إظهار اللقطات والحالات بطريقة صحيحة تساعد الحكام على اتخاذ القرارات السليمة؟ وإن كان كذلك فما الذي يمنع الاتحاد السعودي من عدم توفير وتأمين كاميرات خاصة بتقنية (VAR)، أو على الأقل تفعيل كشف المحادثة الصوتية بين حكم الساحة وحكم الفيديو؛ وبالتالي مساءلة ومحاسبة الشخص المخطئ، سواء كان حكم المباراة أو حكم الفيديو أو مخرج المباراة، حتى تتحقق عدالة المنافسة، ولا تصبح القرارات التحكيمية رهينة للقطة تلفزيونية، قد تغيب فيها ومعها المهنية والحيادية كما حدث في لقطات وحالات سابقة عدة،