سد السبعين من أقدم وأشهر سدود البلاد هندسة معمارية مميزة، تجاوز عمره أربعة قرون ولا يزال شامخاً كأنه بُني بالأمس، وسبعون عبارة ينساب من خلالها ما يرتفع عن منسوب السيل المعروف إلى الروضة والداخله بإقليم سدير ومن أجل أن يأخذ مجراه الطبيعي بالوادي من حيث الانحدار، هذا الوصف للأديب الشاعر والمؤرخ أحمد بن عبدالله بن دامغ رحمه الله. ويقول: إن أمير وشاعر روضة سدير رميزان بن غشام التميمي قام وجماعته ببناء هذا السد 1057هـ، وقد حصل بعض المنازعات أثناء البناء ولكنها انتهت ببناء هذا السد العظيم.
يقول رميزان بعد إنتهاء هذا المشروع المهم لروضة سدير وسائر مدن إقليم سدير:
حكرنا لها وادي سدير غصيبة
بسيوفنا اللي مرهفات حدودها
جرى لنا في مفرق السيل وقعه
اللي حضرها مالك الله يعودها
برجالٍ أمضى من ليوث الشرايع
سعيدية تشبه ضراغم أسودها
ويقول الشاعر أحمد الدامغ -رحمه الله- من قصيدة له:
رعاك الله يا وادي سدير
فأنت على البسيطة خير وادي
على بطاحئك السبعون تبدو
مخصبة باسياف الجلاد
تخبر عن هزيمة مبتنيها
وعن عمق المحبة للبلاد
والمطلع على سد السبعين يرى البراعة الهندسية في تصميمه وتنفيذه فهو يستقبل سيل وادي سدير من الجهة الغربية بأنحاء يمتد جهة الشمال وبشكل يسمح بسيلان المياه حتى ترتوي جميع مزارع روضة سدير وما زاد عن ذلك يتجه إلى الوادي لبقية مدن سدير. وعمق قواعد هذا السد تزيد عن أربعة أمتار بأحجار تأخذ الشكل الرباعي والمنحوت بشكل يحفظ للسد مكانته وشكله المعماري، أما الفتحات فعددها سبعون فتحة تستقبل السيل ويخرج منها ما يزيد عن حاجة مزارع روضة سدير، وقد عمل بعضها بشكل مثلث يعطي السد جمالاً وقدره على تصريف المياه للسيول.
إن هذا السد العظيم يعتبر أهم الصروح العمرانية في منطقة سدير والذي يقدر ارتفاعه بأكثر من المترين على سطح الأرض بحجارة قوية مرصوصة بشكل هندسي متناسق. ومن يشاهد السد يدرك مدى الجهد الذي بذله أهالي البلدة في بنائه، وقد أصبح مثلاً يًذكر عندما تزداد السيول بكلمة (صبت السبعين). لا شك أن هذا السد شاهد على أهمية مدينة روضة سدير في عمق التاريخ وكفاءة ومقدرة أميرها الشاعر رميزان بن غشام التميمي والذي استطاع وجماعته تشييد هذا الصرح الهندسي الرائع والذي أصبح أحد أهم معالم مدينة روضة سدير. وقد كتبت عنه قبل ست سنوات لهئية السياحة والآثار من أجل استلامه وصيانته والحفاظ عليه.