الأحساء - عبدالعزيز الجبر:
تُعتبر المتاحف وسيلة ناجعة لحفظ الإرث التاريخي والثقافي والتراثي، ومرجعية للأجيال للتعرف على تاريخهم وإرثهم التاريخي. ولقد فطن أهالي الواحة لما تحمله واحتهم من إرث تاريخي وتراثي جدير بالعناية؛ فامتلأت الواحة الخضراء بالكثير من المتاحف الخاصة، إضافة لمتحف الأحساء الرسمي الذي يعد ثروة تراثية وتاريخية. كما حظي التراث الشعبي المحلي بعناية الجهات الحكومية.
وقد سجلت الأحساء حضورًا تراثيًّا وتاريخيًّا في محافل عدة، أهّلتها إلى أن تكون في مقدمة التراث العالمي. كما ارتبطت هواية جمع القطع الأثرية بنفوس محبيها من محافظة الأحساء بشكل كبير حتى أصبحت جزءًا أصيلاً من حياتهم، عبّروا فيها عن تمسكهم بحضارتهم.. فبالرغم من تكلفة هذه الهواية ماديًّا إلا أنهم ما زالوا يبحثون عن كل ما هو قديم ومميز؛ ليشبعوا ويحفظوا شيئًا في أنفسهم نابعًا من حبهم لتراث الأحساء وذكريات الآباء والأجداد.
ويعد متحف وليد عبدالله الناجم أحد المتاحف التراثية البارزة في محافظة الأحساء، ويقع تحديدًا بمدينة الجفر، وأسسه بنفسه بمساحة 400 م2. وهو مبني على الطراز القديم بالجص والحصى والكندل، ويعتبر بالنسبة لمحتوياته من المتاحف النموذجية والمتكاملة كمًّا ونوعًا، إضافة إلى أكثر من 5000 قطعة تراثية قديمة ونادرة، تحكي جزءًا من تراث هذا الوطن العظيم، تعود إلى مئات السنين.
ومن المقتنيات الأثرية النادرة في هذا المتحف دلة قهوة محفور على مقبضها اسم فهدة الشمري والدة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمهما الله-، وعلبة شاي مكتوب عليها سلطان الحجاز ونجد وملحقاتها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-.
ويتكون هذا المتحف من مجموعة من الغرف، منها المجلس، وغرفة العروس، والمطبخ، ودكاكين شعبية للصناعات الحرفية، ودكان يضم مستلزمات الإنسان قديمًا، كما يحتوي على أدوات الحرب والسلاح من بنادق وسيوف أثرية.
يُذكر أن المتحف حظي بالتكريم خلال انعقاد الاجتماع الخامس عشر للوكلاء المسؤولين عن الآثار والمتاحف في إبريل 2014 بالكويت، باعتباره من المتاحف المميزة في منطقة الخليج العربي.
وبيّن الناجم أن يوم الاثنين من كل أسبوع مخصص للعائلات لزيارة المتحف؛ وذلك من أجل تشجيع العائلات لمعرفة تراث الوطن.
وإنها رسالة عظيمة، لا تقل في الأهمية عن غيرها من الأجهزة الثقافية من حيث التنمية الحضارية والارتقاء بأذواق الشعوب. وتعد المتاحف إحدى الوسائل الخدمية التي يجب أن يتمتع بها كل أفراد المجتمع بلا استثناء للتزود بالعلم والثقافة والمعرفة المباشرة التي يعطيها أي متحف باعتباره ممثلاً للثقافة عند الزيارة.