«الجزيرة» - عبدالله الفهيد:
لخص مختصون في البيئة والغطاء النباتي أبرز الأسباب الكبيرة لدمار البيئة وتزايد مساحات التصحر في الرعي الجائر والتساهل في نتائجه الوخيمة التي بدأنا نلمس ونشاهد تأثيره على بيئتنا المحلية والصحراوية في مناطق المملكة.
وأشار الأستاذ محمد بن ناصر الشويش رئيس مجلس إدارة جمعية سدير الخضراء إلى أن قلة من الناس وخصوصًا أصحاب الماشية لا يدركون الأثر السلبي للرعي الجائر، مؤكداً إلى أن الغطاء النباتي يحتاج إلى رعاية لدورته الطبيعية، وأنه تحيط بمشكلة الرعي في المملكة زوايا وجوانب عدة لا بد من السيطرة عليها، ومنها ترحيل مواشي دول الجوار وتطبيق الأنظمة بصرامة، توعية المواطنين بعدم الاندفاع والإكثار في أعداد الجمال لغرض التفاخر، توعية أصحاب الماشية بالدورة النباتية واحترام طرح البذور لكي تتم الدورة النباتية.
من جانبه أكد الأستاذ عبدالله البرغش المهتم البيئي وبإنماء الغطاء النباتي أن الرعي الجائر أحد أهم الأسباب الكبيرة لدمار البيئة، لافتاً النظر إلى كثرة الإبل والغنم في وقتنا الحالي وبأعداد كبيرة، فالأراضي الخضراء والأشجار تتأثر بإقامة الرعي فيها لفترات طويلة، مشدداً على ملاحظاتهم في زياراتهم ورحلاتهم البرية إلى انقراض الأشجار بسبب أكل الإبل فيها، حيث إن إقامتهم لفترات طويلة بالمكان نفسه أكثر من فترة النبات التي تأتي بعد الأمطار لهذا لا يدوم طويلاً.
وأبان البرغش إلى أن الغطاء النباتي يتأثر بالرعي الجائر والسيارات بل والمخيمات التي تقام في وسط الفياض، حيث أصبحنا نشاهد في منطقة الصمان - شرقي شمال منطقة الرياض - كيف انقرضت أشجاره بسبب قلة الأمطار في السنوات الماضية وانتشار الرعي الجائر فيها حتى تم أكلها من الإبل والاحتطاب وغيرها من الأيدي العابثة.
وأكد البرغش المهتم البيئي وبإنماء الغطاء النباتي أن الحل الوحيد هو الحمى لسنوات حتى تعود كما كانت، فمع ما نشاهده من دمار للفياض الآن أصبحنا نرى زحفًا للرمال والذي وصل للمدن ومن الأسباب أنه لا يوجد غطاء نباتي يوقفها.
واستشهد البرغش بفياض وروضات التنهات وخريم وأشجارها الجميلة المحمية وكذلك بعض الشعاب المحمية، معتبرًا أن كثرة تربية الإبل والأنعام بأعداد كبيرة تؤثر على الغطاء النباتي وعلى صاحبها أن يوفر لها الأعلاف
قبل أن يجعلها بأي مكان لشهور تتسبب في تدميره، وعليه فلابد من حماية للفياض من قبل وزارة البيئة والمياه والزراعة والاهتمام بها، ورفع مستوى الوعي لدى الجميع لأهميتها لأجل أن يكون لدينا غطاء نباتي مميز لأعوام كثيرة. كذلك تنظيم الرعي ووضع شروط له وبالذات الأعداد الكبيرة التي يجعلها صاحبه استثمارًا والمتضرر الغطاء النباتي.