رقية سليمان الهويريني
أشد ما يواجهه المرء عند اتخاذ قرار مصيري، هو التردد بسبب نقص المعلومة أو انعدامها! وما يرافق ذلك من تأثيرات محتملة مستقبلاً، يضاف إلى ذلك ضغوط الوقت.
إن عدم اكتمال الحقائق كافة أمام متخذ القرار نتيجة كمية المتغيرات، يجعله يتجه بالتفكير نحو الرهانات المبنية على المغامرة غير محمودة العواقب! وقد يجد الشخص نفسه أمام قائمة متسعة من الرهانات لأمور بسيطة أو كبيرة، ابتداءً من قرار دراسة تخصص ما، أو الاتجاه لوظيفة معينة أو زواج أو شراء منزل.
وقد تعترض متخذَ القرار بعضُ الأمور التي تحدد تقييم قراره مثل المعتقدات أو التوقعات المسبقة، إضافة إلى الطريقة المعتادة في معالجة الأمور، علاوة على كيفية اتخاذ قرار بعينه وارتباطه عاطفياً بنفسه.
ولابد من الفصل بين القرار والنتيجة الحاصلة، بناء على تغير الظروف الجيوسياسية أو الاجتماعية، فقد يحدث أن يتخذ الشخص قراراً سيئاً فتخدمه ظروف طارئة لتُنجح قراره، والعكس صحيح، حيث يُمنَى بعض الأشخاص بنتائج سلبية برغم الدراسة المتأنية والاستشارات المختلفة؛ ولكن طبيعة الأحداث تقلب النتائج المتوقعة!
وفي الأبحاث العلمية يعول الباحثون كثيراً على تثبيت الظروف المحيطة ولا يجعلون للحظ نصيباً من المعادلة بحيث يحصل الباحث على ناتج واحد (إيجابياً أو سلبياً)، ولكن الواقع يختلف عن الدراسة، حيث الأمور الطارئة تغير النتائج.
إن غموض المعلومات المتاحة أو عدم اكتمالها يجعل المرء يسعى لإكمالها بنفسه استناداً على خبراته السابقة، وهو ما يجعله رهيناً لتحيزاته الشخصية وأهوائه الذاتية فيسقط في فخ القرارات الخاطئة أو المتخبطة.
وللخروج من هذه المصيدة المتمثلة بقلة المعلومات؛ يحسن الانتباه لتأثير العادات على السلوك كيلا يقع الشخص في كماشة الضغوط، فيتراجع خوفاً من اتخاذ قرار فقير من المعلومة، أو يغامر دون أدنى محاولة لتحليل تلك المعلومات مهما كانت ضئيلة!
ولإنجاح القرار؛ يحسن نقد الذات برغم صعوبته، والاعتراف بالسلبيات وكشف أوجه القصور في النفس، والاستعانة بالآراء المتاحة أو المتوفرة من أشخاص آخرين، مع التريث واختيار الوقت المناسب.