خلال الأشهر الماضية كانت منطقة عسير بكاملها في ورش عمل مستمرة، لمناقشة أوضاع المنطقة والأمور الخدمية، التي تهم المواطن بالدرجة الأولى.. سواء في مجال الاتصالات أو الكهرباء، أو الطرق، أو الخدمات البلدية، أو ما يخص السياحة.. والحقيقة أنني شخصيًا أعجبت بهذا الأسلوب الراقي جدًا، والمميز لأمير عسير الذي ترك البيروقراطية والمركزية جانبًا وتوجه بنفسه يقود كادرًا من المستشارين والمختصين إلى كل جهات عسير في تهامة، والحواضر والقرى، وكل محافظات المنطقة، واستطلع بنفسه كل النواقص، وأعد فريقًا خاصًا يجمع المعلومات ويدققها ومن ثم فرزها وتمحيصها، ثم التوجه إلى أماكن الخلل والنقص سواء كان في القرى أو الهجر أو مراكز المحافظات الرئيسة.. وهذا نهج وأسلوب وطرق لم يقم بها أحدا قبله.. وقد سهل ذلك الأسلوب وتلك الطريقة الوصول إلى الأهداف المطلوبة مباشرة دون فلسفة المراجعات التي لا تجدي التي تأخذ وقتًا وزمنًا دون فوائد تعود على الوطن والمواطن بخير.. حضرت اجتماعًا مع سموه والمسؤولين الذين نوهت عنهم في البداية كواحد من أبناء تنومة مع من حضر من ممثلي المناطق الجنوبية.. وكان النقاش يدور حول الاتصالات، والكهرباء، والطرق، وقد كان نقاشًا علنيًا مباشرًا بين المواطن والمسؤول دون واسطة أو عوائق، نقلنا ما لدينا من مشكلات وقام المسؤولون بالرد عليها مباشرة، وإعطاء ما لديهم من تصورات وحلول، وكان ذلك حدثًا رائعًا حيث أتاح أمير عسير الفرصة للمواطن أن يبث كل ما يعانيه أمام المسؤول المباشر عن الخدمة، وفي اعتقادي أن الاجتماع اختصر علينا أشهرًا وسنوات من المراجعة في يوم واحد وأزال الغشاوة عن كثير من الأمور الخدمية التي تحتاجها المنطقة ومعالجة ما بها من خلل، أو قصور، بين المواطن والمسؤول.. وفي اعتقادي أن هذا هو الأسلوب الأمثل والأفضل والأجدى في كل أساليب الإدارة الصحيحة المنجزة، سريعة الحلول.. هذا الأسلوب أنموذج فريد في أساليب الإدارة الناجحة.. لقد كان لتلك الاجتماعات التي قادها أمير عسير أبلغ الأثر في نفوس كل المواطنين.. بل إن كل المحافظات استبشرت خيرًا، وأملاً، وتفاؤلاً، بعد هذه التوجهات الإدارية والقيادية الفريدة من نوعها التي كان المواطنون يبحثون عنها منذ سنوات.. نعم هكذا القيادة وهكذا الإدارة.. وصاحب السمو الملكي أمير عسير لم يتوقف عند هذا الحد بل كان لأسلوبه الحضاري مع من تقدم له في الإمارة بشكوى أو مشكلة كاتصرفه أنموذجًا يحتذى في التعاطي مع المواطن والمسؤول اقتداء بنهج آبائه، وأجداده في الحل والربط والأمر والنهي وأنا شخصيًا اعتبر النهج الذي يتبعه سموه أنموذجًا يجب أن يدرس في كافة مدارس الإدارات والقيادات الحديثة.. ليس قصورًا في البقية لكنه تفرّد تميز به أمير عسير منذ أن وضع قدمه في الإمارة.. وكنا وما زلنا نحتاج إلى مثل هذا النهج الذي يريحنا من كثير من أمور العناء والعوائق التي كانت تحولاً دون لقاء المواطن والمسؤول على طاولة واحدة وفي مكان واحد وبرعاية سموه وإشرافه شاهدًا على المواطن والمسؤول.. أتمنى أن يستمر هذا النهج وهذا الأسلوب في كل أجزاء المملكة وأن يكون نبراسًا لكل مسؤول. بارك الله في سموه وفي جهوده وفي والدنا الملك سلمان وولي عهده اللذين وضعا الثقة والأمانة عند من يقوم بها على أكمل وجه.
alfrrajmf@hotmail.com