تلك هي أرامكو السعودية التي أشعلت البورصات العالمية قبل المحلية، التي قفزت بالاقتصاد خطوات تليها خطوات حتى وصلت عنان السماء. نعم، هي أرامكو السعودية، وعد بنهضتها ولي العهد فنهضت بجناحين من ذهب، وتبوأت أسهمها المركز الأول في البورصات الاقتصادية، وقالت لمن كانت تعلو البورصات ((أبل- بلومبيرغ)) «فضلاً لا أمرًا دعوا الطريق مفتوحًا لنا لنرفرف في العالي، وننهض ليس باقتصاد وطننا، بل لنشعل اقتصاد العالم».. وها هي مؤشرات نجاح رؤيتنا، رؤية الخير والنماء (2030)، وها نحن قد أحبطنا ما كانت تتفوه به ألسنة وصحف المتشككين والمحبطين والمرجفين، فلم نسكتهم فقط بل رمينا بأفواههم الحجارة الحارقة حتى أصبحت حناجرهم تغرغر حينما تريد التحدث. أما الحاقدون والحاسدون إيانا على نِعَم الله علينا فقد شكت عيونهم من غزارة الدموع فضلُّوا الطريق. نقول لهؤلاء وهؤلاء وألئك: أبشروا؛ فقد دخلنا نادي النخبة العالمي، فما أنتم فاعلون؟ أيها الحاقدون، أيها المشككون، أيها المرجفون تمهلوا؛ فأمامكم عثرات قبل أن تصلوا إلى مقاصدكم الفاشلة، ولن تصلوا. وأبشروا؛ فبعد أن اكتمل الاكتتاب، وطُرحت أسهم أرامكو للتداول، بلغت قيمتها السوقية في اليوم الثالث على التوالي للتداول تريليونَي دولار؛ وهذا مؤكد انتصارٌ للواقعية الاقتصادية أمام المهاترات الإعلامية التي منذ 2016 لم تستطع إثبات مصداقية حملاتها التشكيكية التي قادتها للتأثير على أرامكو قبل الطرح، فماذا ستفعل بعد نجاح الطرح؟
ومن هنا نقول: إن يوم الأربعاء الرابع عشر من ربيع الأول 1441هـ (الحادي عشر من ديسمبر 2019م) هو يوم نحتسبه للتاريخ، يوم يجب أن يدخل موسوعة (غينيس)، وهو يوم البشرى بنجاح تحرك سهم أرامكو، وتداول 350 مليون سهم في الدقائق الأولى منه. وأجزم أنه أضخم سهم تم تداوله على مدى التاريخ، وخلال الدقائق الخمس الأولى حققنا النسبة القصوى (10 %) بدون أدنى عناء أو تمنٍّ أو حتى خوف.. والخير أمامنا -بإذن الواحد الأحد- سيتواصل؛ وما ذلك إلا بفضل من الله -عز وجل-، ثم بجهود حكومتنا الرشيدة، وبتخطيط من رؤيتنا السديدة التي كانت وعدًا فصارت حقيقة.
فإلى الأمام، إلى الأمام، ومن نجاح إلى علو بقوة من الله وبعزته.