فهد بن جليد
موديلات 2020 لبعض السيارات الكورية تحديدًا جاءت بدون ناقل حركة (قير)؛ إذ يمكن تحريك السيارة (بلمسة زر) فقط. وهذه تعتبر ثورة تقنية في السيارات الشعبية، إذا ما استثنيا بعض السيارات الفارهة التي تم تطوير (ناقل الحركة) فيها بصور متعدد في موديلاتها الحديثة. هذه الفكرة كانت سعودية قبل نحو عشر سنوات، ولم تجد مَن يرعاها أو يدعمها. وقد كتبتُ عن (منظومة التحكم السعودية) ومخترعها هنا في 15 أكتوبر 2011 تحت عنوان (سيارة سعودية غير). والقصة موجودة على اليوتيوب بالفيديو بعنوان (سعودي يضع مواصفات سيارته). وأذكر حينها أنه طبَّق 13 ابتكارًا سعوديًّا على سيارته بعد أن توصل إليها؛ ليبرهن لمن حوله أنه يملك القدرة والمقومات للإبداع، بتشغيل السيارة باللمس، وتحريك (ناقل الحركة) باللمس، وميزات عديدة للسلامة والأمان. عبدالرحمن حينها كان يطلق عليه (الساحر)؛ فما يقدمه لا يصدَّق، وكان في حاجة إلى دعم ومساندة ورعاية. وقد ذكرتُ أن اليابانيين لو حصلوا على مقترحاته حينها، وأدخلوها في مركباتهم، فستُحدث تغييرًا ملموسًا كثورة تقنية جديدة.
هل تمت سرقة هذه الأفكار السعودية؟ وإذا كان كذلك فمن يحمي نتائج وتجارب العقول السعودية؟ نحن بحاجة لتجمع أو منصة، تشبه إلى حد كبير (بورصة الأموال)، لعرض ودعم وحماية أفكار وعقول أبنائنا وبناتنا؛ فهذه ثروات وطنية، تستحق الحفاظ والاهتمام أكثر، ولا يجب التساهل مع مثل هذه الحالات؛ فلربما كانت هناك سرقات وحقوق مهدرة، والعالم صغير، ويشاهد بعضه بعضًا.
خطوات دعم الموهوبين والمخترعين السعوديين في تسجيل براءة الاختراع والرعاية كلما كانت أسهل وأسرع وأبسط اكتشفنا المزيد من العقول السعودية النيرة. والأهم أن تؤمن الأسرة والمجتمع بأن أبناءها قادرون على الابتكار والاختراع والإبداع. دعم المحيط القريب له أهمية قصوى. تلك كانت واحدة من التجارب التي عشتها، وهناك الكثير ممن قابلتهم على مدى 15 عامًا من العقول السعودية التي عانت، وتسببت مخترعاتهم وأفكارهم بخسارتهم أو حتى فقدانهم وظائفهم.. ومَن يدري، فلربما كان هناك من (المخترعين السعوديين) مَن فكّر وجرّب، وتمت سرقة فكرته دون أن يعلم عنه أو يحميه أحد.
وعلى دروب الخير نلتقي.