«الجزيرة» - سفر السالم:
تتميز مختلف مناطق المملكة بالعديد من الوجهات السياحية ذات التنوع الطبيعي والبيئي والتراثي والثقافي، وتنفرد عن مختلف الدول المجاورة تحديدًا بتنوع واسع وكبير نظرًا لمساحتها الشاسعة؛ فهناك مناطق ذات طابع صحراوي وسهول، وجبال وواحات زراعية، وسواحل ممتدة على البحر الأحمر والخليج العربي، فضلاً عن الجزر المأهولة وغير المأهولة. وهناك تنوع لوجهات غريبة بعض الشيء، وقد لا يوجد لبعضها مثيل في مختلف دول العالم؛ فهناك - على سبيل المثال لا الحصر - مطل نهاية العالم في الرياض، وجبل القارة في الأحساء وواحاتها الشهيرة، وجبل الفيل في محافظة العلا، ومعلم «الطنطورة» في العلا أيضًا، وجبال حائل ذات الأشكال القريبة لهرم أبي الهول الشهير في مصر، وهي في وسط مواقع ذات طبيعة صحراوية وبيئية لا تضاهَى على مستوى العالم. وهناك وادي لجب في شمال شرق جيزان، وموقع الديسة في تبوك، وعدد من الكهوف في شمال غرب العاصمة الرياض، وفي شمالها الشرقي، ومزارع ريفية في كل من منطقتَي القصيم والأحساء، وغيرها الكثير، وبعضها يحتاج لتسليط أضواء الإعلام عليه.
وبعض هذه المواقع هي فقط أمثلة لنماذج من وجهات السفر الغريبة التي قد تنفرد بها المملكة، ليس على مستوى المنطقة، ولكن حتى على مستوى العالم أجمع. وهي بالفعل تعبِّر عن تفردها، وأبرز مقومات الجذب السياحي والبيئي فيها، وتسجل نقاط التميُّز والقوة التي ستقود صناعة السياحة؛ لتكون مثمرة مجتمعيًّا واقتصاديًّا على مدار العقد المقبل نظرًا لما ستضيفه هذه المواقع لها، واهتمام السياح بها.
استقطاب سياح العالم
ماجد بن عبدالمحسن الحكير رئيس لجنة السياحة والترفيه بغرفة الرياض يؤكد أن من أهم عوامل الحضور السياحي في المملكة، خاصة في جانب استقطاب سياح العالم، عبر السياحة الوافدة، هو التنوع في الوجهات السياحية بالمملكة من مختلف النواحي، وهي بحق لا تضاهَى، خاصة على مستوى دول المنطقة والجوار. وبحكم ارتباطنا باللجان السياحية في غرفة الرياض ومجلس الغرف، وكمستثمرين في قطاع صناعة السياحة والترفيه والفنادق، كان لنا فرص زيارة مواقع كثيرة داخل المملكة، وبعضها يجد اهتمامًا على مستوى المواطنين والمقيمين في مختلف المناطق. كما أن السنوات الماضية شهدت، ولا تزال تشهد، وقبل بدء نظام التأشيرات السياحية في صورتها الحديثة والميسرة، زيارة عدد من السفراء والدبلوماسيين وعائلاتهم، وأيضًا الأجانب في القطاع الخاص.. ومَن يحضرون المعارض والمؤتمرات والمنتديات وغيرها من المناسبات يحرصون على الاطلاع على المواقع السعودية الطبيعية في مختلف المناطق، منها مواقع يكون الوصول لها بحاجة لمرشدين وأدلاء، أو منظمي الرحلات السياحية من المؤسسات التي تعرِّف بهذه المواقع، وتستعين أحيانًا بخبراء من المجتمع المحلي في تلك المواقع؛ وذلك لدرايتهم بطبيعة تلك المواقع، وطرق الوصول لها، ومعرفة مختلف المعلومات عنها، وتقديمها لمختلف السياح والزوار.
وتناول الحكير عددًا من الجوانب التي تحتاج إليها المواقع السياحية غير المعروفة بالمملكة، وتشتهر بالجذب السياحي كونها تنفرد بمميزات لا تتوافر في غيرها، وهي تستحق اهتمامًا وعناية حتى يعرفها أكبر قدر من السياح.. وقال: «مطلوب تسويق هذه المواقع من فروع القطاعات ذات الشأن السياحي بالمناطق، ومن البلديات، وغيرها من الجهات. ومطلوب تمهيد الطرق إليها، وتعريف المستثمرين الصغار بها، لتقديم خدمات بسيطة حول هذه المواقع. ومن ذلك عربات المأكولات ومقدمو خدمات الجولات السياحية، وما تحتاج من معدات وأدوات تُستخدم في تلك المواقع، وذلك بحسب كل موقع، وطبيعة ومقدار قربه من الخدمات المساندة للسياحة، أو بُعده عنها».
وشدّد في ختام حديثه على أن التجارب العالمية في جانب المواقع السياحية البعيدة عن المدن الرئيسية تؤكد أنها تحتاج للدعم الحكومي، وتشجيع وتحفيز الاستثمارات الصغيرة حولها بمختلف طرق الدعم المباشر وغير المباشر.