سهوب بغدادي
«حكاية مكان» كان عنوان المعرض الذي انطلق هذا الأسبوع عقب إعادة افتتاح صالة سمو الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية الذي يحتفل بمرور 35 عامًا على تأسيسه ويستعرض تاريخ العقد الأول لمسيرته إضافة إلى تقديم أعمال ووثائق وإنجازات وأرشيف كامل من كتيبات المعارض الفنية خلال الـ10 سنوات، التي أقيمت في الفترة ما بين (1406هـ - 1416هـ)، كما يعرض أسماء الفنانين المشاركين في تلك الحقبة وصورهم تخليدًا لذكراهم. فيما أعاد معهد مسك للفنون افتتاح صالة الأمير فيصل بن فهد، بعد ضمها إلى منصاته، لتستعيد دورها الرئيس في تحفيز الساحة الفنية السعودية.
من هذا النسق، أرى أن خطوة إعادة افتتاح وتجديد مساحة قديمة أو أثرية أمر بالغ الأهمية، أن الحفاظ على طرز العمارة القديمة وخصائصها مع إضفاء بعض لمسات الحداثة عليها يضفي سحرًا عليها وعلى الصورة النمطية أو الهوية المرتبطة بمكان ما أو وطن بأكمله. كما أكبر مبادرات وزارة الثقافة المتواترة وغير الاعتيادية في نطاق تعزيز الهوية الوطنية عبر القوى الناعمة الممتزجة في حاضرنا وماضينا.
ومن هنا، يستحسن إيجاد آلية تعاون بين كل من وزارة الثقافة والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني فيما يخص الحفاظ وإعادة تأهيل الأماكن الأثرية بطرق فريدة ومبتكرة، على سبيل المثال تحويل مبنى قديم بأكمله إلى فندق يوفر تجربة من الماضي، أيضًا استغلال المساحات الصغيرة والمتوسطة كدور عرض سينمائية أو مسارح، وما إلى ذلك. إن ما نعاصره من تطور مستمر وسريع أمر يدعو للفخر والاعتزاز وفي المقابل تبرز مثل هذه المبادرات طيبة الأثر كشاهد حي على حفاظ المملكة العربية السعودية على عراقتها المعروفة وتراثها الأصيل، حاملة بذلك لواء الحداثة ومنار الماضي.
(اللي ما له أول ما له تالي، ما الخطوة التالية؟).