الزلفي - خالد العطاالله:
نادراً ما يترك الشخص مكانه ومنصبه وهو في القمة، فهناك من يصل القمة ويبدأ بالنزول ثم يترك منصبه!!، وهناك من لم يستطع أن يصلها بعد محاولات عديدة وبذل الكثير من الجهد والمال وفي النهاية يرحل وهو لم يضع بصمته، وهناك (وهم نوادر) من يترجل وهو في القمة بعد عمل دؤوب متوجاً بالدقة والاحترافية، وخير مثال رئيس الاتحاد السعودي لكرة اليد (المستقيل) محمد بن عبد العزيز المنيع، الذي تدرج في اتحاد اليد حتى ترأسه وبدأ يعمل ويعمل حتى حقق ما عجز عنه الآخرون، ووضع لليد السعودية اسماً نفتخر به، ومكانة نزهو بها، ووضعاً جيداً نباهي به، إنه الإخلاص في العمل، والاختيار الجيد للأدوات البشرية، والصرف العادل الذي يوضع في مكانه، وفي النهاية تجد النتائج الجيدة تتساقط عليك من كل جانب.
(عصر المنيع الذهبي) شهد أولويات لاتحاد اليد منها التأهل الأول لمنتخب الناشئين لكأس العالم، وهذا الإنجاز يعتبر مثالياً لأنه استهدف القاعدة التي سينبثق منها عدة إنجازات في المستقبل -بإذن الله- كما سجل أولوية إقامة أول سوبر عربي بين أبطال الكأس وأبطال الدوري للرجال ومن ثم السيدات، وكذلك إقامة دورات دولية للمدربين العرب واعتمادها رسميًا من الاتحاد الدولي لأول مرة في تاريخ الاتحادات الإقليمية، وهذا التوجه سيخلق حكاماً عرباً سيكتبون أسماءهم بمداد من ذهب في هذا المجال، حيث تم صقلهم دون تحملهم الجهد الذهني، والبذل المالي، والتأخر الزمني بطرق أخرى.
كما تم تحقيق إنجازات سعودية للأندية على مستوى آسيا، وللمنتخبات على مستوى التأهل للأحداث العالمية بمعدل شبه سنوي.
ويبقى المنجز الأهم، والحدث الأكبر هو كيف استطاع المنيع بخبرته وحنكته أن يجعل بلادنا تستضيف الحدث الأكبر للأندية عالمياً وهو بطولة (سوبر جلوب)، وكيف استطاعت السعودية أن تجعل أراضيها هي مستضيفة الحدث العالمي الأكبر، وهذه الاستضافة بحد ذاتها منجز يكفي لو اختزلنا تاريخ المنيع فيه، فما بالك إذا أضيف إليه ما تم ذكره أعلاه.
ولعل هذا الحدث العالمي والذي لم يكتف اتحاد اليد برئاسة المنيع باستضافته بل توج ذلك بحصوله على الجائزة الأولمبية لأفضل استضافة رياضية لعام 2019 من حيث التنظيم والجودة والشعبية والتغطية الإعلامية، ولعل الجميل أن تفوز بأفضل استضافة في موسم شهد استضافات كبرى، ولكن تميزك هو من جعلك تظفر بالجائزة الأولمبية.
فهنيئاً للوطن برجاله الأوفياء المخلصين والمنيع أحدهم، ومزيداً من صنع الرجال في هذا الوطن المعطاء -بإذن الله تعالى-.