بتاريخ 29 ربيع الآخر 1441/ 26 ديسمبر 2019 نشرت إحدى صحفنا الإلكترونية نفي وزارة التعليم الأنباء المتداوَلة حول عودة الخط والإملاء بوصفهما مادتَيْن منفصلتَيْن للمرحلة الابتدائية، وحذفهما من كتاب «لغتي»، وأكدت المتحدثة باسم الوزارة أن الإملاء والخط هما مهارتان أساسيتان في كتاب «لغتي». جاء ذلك بوصفه تصحيحًا لأخبار تزعم عودة الخط والإملاء للمرحلة الابتدائية بوصفهما مادتين منفصلتين. وقد سبق للوزارة أن وجّهت جميع المدارس الابتدائية بمختلف مناطق المملكة بتخصيص 40 دقيقة يوميًّا لتحسين قدرات طلاب الصفوف من الثاني إلى السادس في القراءة والكتابة والخط والإملاء، بواقع 10 دقائق في نهاية كل حصة.
ويأتي ذلك ضمن مساعي الوزارة لرفع مستويات الطلاب والطالبات في القراءة والكتابة، وتنمية مهارات الخط والإملاء.. إلخ.
بصراحة، إن إدماج الخط والقراءة والإملاء ضمن كتاب «لغتي» لا يفي بالغرض المطلوب أبدًا أبدًا، ولو قارنَّا طالب الرابع الابتدائي قبل دمج الخط والإملاء والقراءة ضمن كتاب القواعد تحت اسم «لغتي» بطالب اليوم في أي سنة من سنوات الابتدائي، كطالب الصف الرابع مثلاً، لوجدت الفارق شاسعًا؛ فطالب ما قبل الدمج سيقرأ القصة بكل شجاعة دون تأتأة أو وأوأة، ولو طلبت منه أن يكتب لك سطرين من الإملاء فقلما يُخطئ بكتابة كلمة، ولو طلبت منه أن يكتب سطرًا من كتاب الله لوجدت خطه جميلاً، وقراءته سهلة جدًّا، بخلاف طالب اليوم الذي سيملأ الجو تأتأة ووأوأة؛ وبالتالي لن تستطيع أن تربط بين ثلاث كلمات. أما لو أعطيته سطرًا إملائيًّا فستجد أخطاءه أكثر من صوابه، فضلاً عن الخط الذي ستستخدم مكبِّرًا؛ لتتمكن من تمييز حروف الكلمة الواحدة؛ فتحار بين الدال والراء، وبين الحاء والخاء.. نعم، أقول ذلك بكل تأكيد. علمًا بأن الاهتمام بتلك المواد أهم من الاهتمام بمادة العلوم أو التربية الفنية؛ فتلك المواد أساسيات في حياة الطالب العلمية، يصعب تعلمها فيما بعد، ولكن العلوم والتربية أمرهما أقل أهمية؛ لذا أقترح إعادة تلك المواد الثلاث كما كانت في الماضي، وسلخها من تطوير المناهج، وأؤكد أن ضمها أو دمجها ضمن كتاب القواعد خطأٌ.
علمًا بأن تخصيص 40 دقيقة لتلك المواد لن يجدي شيئًا. أقسم بالله لو قارنت خط وزير الدولة الدكتور مساعد العيبان حينما كان أحد طلابي بالصف الأول الابتدائي بمدرسة الملز عام 1380هـ بخط عشرين طالبًا في الصف السادس اليوم لوجدت الفرق شاسعًا، وسينال خط الدكتور مساعد أكثر من 70 %، بينما سيأخذ أفضل خط لهؤلاء أقل من 40 %. وأراهن على ذلك، ولكن سيعوقني لقبول الرهان عدم إمكانية إيجاد كراسات الإملاء الخاصة بالدكتور العيبان - حفظه الله -. وبالله التوفيق.