د. خيرية السقاف
اختارت «المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر» الملك سلمان بن عبدالعزيز على مستوى الإقليمية، والدولية ليكرم بقلادة أبي بكر الصديق، وهي أرفع قلادة تمنح بانتقاء واتفاق للدولة ذات الريادة في العطاء للإنسان في أية بقعة من العالم دون أية اعتبارات سياسية، أو دبلوماسية، كان قريب وشائج ائتلاف دم، وعرق، وعقيدة، أو غريبًا يوازي في الإنسانية كل ما يقصيه الاختلاف..
فشخصية الملك سلمان حين تكون الفارضة لهذا التكريم بكل العطاءات التي قدمها الوطن للإنسانية جمعاء، إنما هو هذا الرمز الفذ، بصفات القيادة من الطراز الإنساني الرفيع، والحاكم الواثق من مقدرات وطنه الخصيب، إِذ لم تقف مبادراته الإنسانية، ومواقفه الداعمة على مبتدأ أدوار المملكة في هذا الشأن بل بسطها لكل نداء، وفتح لها أبواب الوطن استقطابًا لكل من بحاجة لأن «يعيش» آمنًا، عاملاً، يتطبب، ويتسبب، ويستثمر، ويجد المراكز الطبية آهلة به، مشرعة له.. وهو في شتاته يصله الغذاء، والكساء، والدواء، ويسعى إليه المختص، والمشارك معه همومه، والمصغي لندائه، والمجيب لحاجته..
إن المملكة وهي تقدم خلال خمس عشرة سنة أربعين مليار دولار على المستوى الإقليمي والدولي استجابة وضخًا لكبح جماح الفاقة والمرض والشتات الإنساني فإنها الوحيدة التي تضطلع بهذا المستوى من الإعانة، وجبر العثرات إِنسانيًا، حيث تعين على الكرب، وتخرج من المآزق، وتمد للتنمية كفا أخضر يستحق أن تصافحه أرفع التحيات، وأعلى القلادات.
والملك سلمان حين يستقبل هذه القلادة فإنه يرمز إلى أن السعودية ممثلة في قائدها تتفانى في مد اليد للإِنسان، فمنظمة الهلال الأحمر رمز لبلوغ الصوت الشاكي والباكي، فهي بوابة للاستجابة، والمثول بين يدي قائد معطاء، لا يتوانى، بل يتفانى في الإجابة..
وإن قوائم المنظمة بما قدمته السعودية من معونات، وشاركت به من مبادرات لدليل حاسم على إنسانية مفعمة بثقة القرار، ومتانة الموقف في المجال لهذا الوطن الذي رمزه سلمان -حفظه الله-...