أ.د.عثمان بن صالح العامر
يكمن جوهر القيادة ونجاح القائد بعد عون الله وتوفيقه -كما هو معلوم- في (الرؤية، والإلهام، والزخم)، فالخطط الاستراتيجية، والتحليلات الورقية، والتقارير الميدانية، والتهديدات الإدارية لوحدها مع أهميتها طبعاً لا تقود الأشخاص للرقي في سلم التفوق والنجاح، بل يقودهم في الغالب هذا الثالوث الذي تجسد وتلبس صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز وتماهى به كلية، فحقق في زمن وجيز الريادة والنجاح لهذه المنطقة الحالمة الواعدة الرائعة.
لقد عاش (وجه السعد) حائل بكل تفاصيلها، عرف ماضيها، خبر حاضرها سبعة عشر عاماً مضت بل قبل ذلك بكثير، استشرف مستقبلها القريب منه والبعيد، فرسم المعنى في ذهنه المتقد من خلال التخيلات والتصورات التي ربما سلبته الرقاد حين المساء، ومن ثم استخلص الأفكار العملية واختبرها مع من حوله ممن يعملون بصمت، بعيداً عن الضجيج المجتمعي وتغريدات الإعلام الجديد، كتب وقال، سأل واستشار، حلل وناقش، للتأكد من أن هذه الرؤية المناطقية ملائمة للطبيعة الحائلية، وتخدم إنسانها، وفي ذات الوقت منسجمة تمام الانسجام مع رؤية المملكة 2030 وتتوافق توافقاً كلياً مع برنامج التحول الوطني 2020، ولذا كان سمو الأمير بما مده الله من عون وتوفيق قريباً من الوجع اليومي الحائلي، قارئاً بامتياز لخارطة إنسان المكان، سباقاً في استضافة الفرق المتخصصة لتفعيل الرؤية وجعلها واقعاً تحياه الأجيال، ليس هذا فحسب بل كان مسوقاً بامتياز لمنطقة حائل لدى القيادة الحكيمة العازمة الحازمة ومتخذي القرار وصناعه علها أن تجعل من معشوقته نقطة بداية فيما عزمت عليها بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية، وقد وجد سمو الأمير من لدن مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين مهندس الرؤية وبانيها كل الدعم والمؤازرة والتشجيع والتقدير فكانت حائل في طليعة مناطق المملكة التي صار بها التحول الوطني على ضوء الرؤية داخلاً في مفاصل برامجها التنموية ومشاريعها الأساسية.
لم ينتهي الأمر عند (الرؤية بناء واستجلاباً) بل كان سمو الأمير بما من الله عليه من ملكات ومهارات وقدرات ملهماً للفريق الذي يعمل معه، مد جسور الثقة مع الجميع، وكانت له الجاذبية الفاعلة والتأثير القوي على الكل، لفت أنظار منظومة العمل بتوقد روحه، ومتابعته، وحرصه، ودعمه، وتشجيعه، وقدرته على ترتيب الأولويات، وفتح الملفات، ومعالجة المشاريع المتعثرة التي كانت عقبة كؤود في طريق التطوير والبناء، وسعادته مع كل إنجاز يتحقق من أي قطاع خدمي أو إنتاجي في المنطقة، وكأنه هو المستفيد الوحيد من كل هذا.
أما عن (الزخم) في شخصية سمو الأمير القيادية، فقد مهد هذا الجانب المضيء في شخص سمو الأمير الطريق للنجاح في جميع قطاعات تنمية حائل، حث على التقدم والتطوير، وشجع المبادرات، ورعى الإنجازات ولم يتقاعس أو يتكاسل عن الحضور والمشاركة في كل المناسبات الرسمية منها والاجتماعية الأهلية فضلاً عن احتفالات ولقاءات واجتماعات القطاع الخاص، منطلقاً من عشقه لحائل، وحبه للوطن، وحرصه على جعل القيادة ترى في هذا الجزء من مملكتنا الحبيبة عنواناً من عناوين البناء والتطوير والتقدم والازدهار السريع، فكانت حائل الجديدة، وكان لكل عاشق لها ومهيم فيها بصمة، ولكل مجتهد للنهوض بها وتطورها منصة عالية مطرزة بالحب والوفاء مستقرها في وسط قلب سمو الأمير، الذي جعل البصمة هي جائزته ذات الزخم الذي لا يمكن أن يمحوه التاريخ، وللحديث بقية عن القيادة القبلية والإدارة العقلية الثلاثاء القادم بإذن الله وإلى لقاء والسلام.