فيصل خالد الخديدي
أعلن قبل أيام سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود عن إطلاق أول برنامج للابتعاث الثقافي والذي يتيح فرصاً نوعية للطلاب والطالبات السعوديين دراسة التخصصات الثقافية والفنية في أبرز الجامعات العالمية, وهي خطوة مهمة جداً وتاريخية في واقع ومسيرة ثقافة وفنون الوطن الغالي تفتح أفقاً أرحب في رفع مستوى الفهم وحجم المعرفة وعمق التفكير والاطلاع على مستجدات الثقافة والفنون وماوصلت إليه على مستوى العالم والتأسيس الأكاديمي لمجالات متنوعة من الفنون وخلق جيل مبدع في الفنون معتز بثقافته ومتطلع لما وصلت إليه الثقافة العالمية في شتى المجالات الفنية، وتأسيس وتطوير نخب فكرية وثقافية قادرة على فلسفة رؤيتها المستقبلية وتشكيل حضارتها الثقافية والفنية والانفتاح على جميع الثقافات والفنون العالمية داعمة ومرسخة لإيجابية الثقافة كقوة ناعمة تستوعب الثقافات والفنون الأخرى وتعيد صياغتها لتدعم ثقافة وفنون البلد في صنع دبلوماسية ثقافية والتي يقول عنها ميلتون كامينغز بأنها «تبادل الأفكار والمعلومات والفنون وباقي جوانب الثقافة بين الدول والشعوب من أجل تعميق التفاهم» والريادة في الساحة الدولية والمجتمعية تستمد شرعيتها من أولئك الذين يمتلكون أكبر قدر من القوى المادية والفكرية والثقافية والفنية.
ومن جانب آخر فإن المبتعثين سيكونون سفراء لثقافة وفنون بلدهم يؤثرن بها ويتأثرون مما يجدونه في أبرز الجامعات العالمية ,كما إن صناعة اقتصاد يتكئ على الفنون والمعرفة والثقافة بات من أبرز تحديات القرن الواحد والعشرين, فلم تعد الأرض والعمالة ورأس المال هي العوامل الثلاثة الأساسية للإنتاج في الاقتصاد كما كانت في السابق, بل أصبحت الأصول المهمة في الاقتصاد الجديد هي المعرفة الفنية والإبداع والذكاء والمعلومات, والثقافة والفنون رافداً مهماً في تحقيق مصادر متنوعة وبديلة للدخل ودعم الاقتصاد... كل هذا وأكثر يتحقق مع برنامج الابتعاث الثقافي والفني ويحقق شيئا مما تصبو إليه الرؤية السعودية الطموحة التي تجعل من الإنسان الاستثمار الأول والرهان الأكبر بما يحمله من وعي وثقافة وفكر منفتح على كل ماهو جديد في شتى مجالات المعرفة والثقافة والفن... ويبقى (التعليم أولا... والتعليم أخيراً) كما قال سمو وزير الثقافة.