محمد المنيف
مع ثقتي بما شعر به التشكيليون في وطننا الغالي من سعادة بمناسبة إعادة معهد مسك تأهيل صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون إلا أن سعادتي تختلف قليلاً نتيجة علاقتي بهذه الصالة بشكل قريب جدًّا، وعلى مدى خمسة عشر عامًا، توليت فيها إدارتها؛ فأصبحنا كالأصدقاء؛ وكنت وقتها أتألم لكل موقف يسيء لها، أو تقصير تجاهها.
ليأتي الأحد الماضي يوم مختلف بما له من وقع في نفسي، يوم احتفل فيه معهد مسك للفنون بافتتاح الصالة باسمها الجديد (صالة الأمير فيصل بن فهد - مساحة)؛ فدفعني هذا الاحتفال لإعادة ذكريات أيام وليالٍ عشتها مع الصالة، وما حظيت فيها من التقائي بقامات أفخر وأعتز بها، في مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عندما كان أميرًا للرياض عند افتتاحه المعرض الخيري لمؤسسة عبد الرحمن السديري، وبسمو ولي العهد عند افتتاحه معرض وفاء الخيل لفناني جدة، إضافة إلى العديد من المسؤولين من وزراء ووكلاء وزارات ومبدعين من وطني الحبيب، ومن عرب وخليجيين وعالميين.. إضافة إلى احتضانها جمعية التشكيليين في أول سنوات تأسيسها.
مواقف لا نُحسد عليها أنا وهي، بين شد وجذب.. أيام لا تخلو من المعاناة، منها ما يمكن الإشارة إليه، ومنها ما أحتفظ به من أمور إدارية ومالية.. فالصالة لم يكن لها دعم أو جهة متخصصة في الفنون ترعاها إلا بما يتفضل به معهد العاصمة من جهود، لا تتجاوز صيانة التكييف، مع تحميل من يرغب في العرض من إضاءة ونظافة.
لكن لا أنسى أيضًا ما حظيت به من موافقات دعم للتحسينات بها، منها ما تكرم به الأمير نواف بن فيصل حينما كان رئيسًا عامًّا لرعاية الشباب بعد افتتاحه أحد المعارض ملبيًا طلبي ببعض الترميمات، ومن معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الرشيد، ومتابعة من مدير معهد العاصمة الأستاذ إبراهيم القصير لإقامة مراسم للتدريب، وما تبع ذلك من إضافات لمستلزمات عرض اللوحات في الدورين.. إنها ذكريات جميلة رغم مآسيها.
واليوم عادت الصالة بثوبها الجديد، بروح شبابية وبيئة حاضنة للإبداع، يمثلها معهد مسك؛ ليأتي الفرج في هذا الوقت بهذا الدعم السخي والتخطيط المتميز الذي يقف خلفه رجل يعيش الإبداع، ويهمه المبدعون، إنه معالي الأستاذ بدر العساكر، وإدارة الأستاذة ريم السلطان مصدر أمان لفنون الوطن.