خالد الربيعان
هذا الأسبوع -عزيزي القارئ- عليك أن تربط الحزام، فالمقال سريع الإيقاع، فائق السرعة، مليء بالسيارات، والإطارات، والأندية والشعارات!
إذا تخيلت أن كرة القدم «سوق» -وهي كذلك فعلاً- ولكن أريدك أن تتخيله سوقاً حقيقياً كأي سوق على الأرض، فإنك سترى وقتها معظم المتاجر تابعة لشركات «القمصان» والتيشرتات، كأديداس ونايكي وبوما، فهي ترعى أكثر من 60 نادياً كبيراً، وتدفع في السنة ما يقترب من مليار يورو أي 3.5 مليار ريال!
ثم ستجد متاجر كثيرة باسم شركات الطيران!، فهي ثاني أكبر الشركات المستثمرة في السوق الكروي!، بقيادة طيران الإمارات وطيران الاتحاد ولوفتهانزا الألمانية وغيرها، يستثمرون ما يقترب من مليار ريال في السنة (210 مليون يورو) مقابل أن ترى بعينيك شعاراتها على قمصان لاعبيك المفضلين كرونالدو وميسي ونيمار!
أما باقي «المول» أو «السوق» فستجد أكثره يتبع صناعة السيارات!، أخرج وألق نظرة بجانب منزلك وقل لي أسماء «ماركات/ شعارات» لأول 3 سيارات تمر أمام عينيك، وسأجد لك نادياً يحمل اسمها أو عقد رعاية مع نادٍ أوروبي!، في أكبر 5 دوريات بالعالم جاءت صناعة السيارات كرابع أكبر «كيان» ومجال يضخ أموالاً ويستثمر ليربح!
داخل كل مبنى لشركة سيارات كبيرة ستجد «فريقًا للتسويق الرياضي والاستثمار الكروي»!، 63 عقد رعاية في أوروبا فقط، فما بالك بالقارات الأخرى، مليار ريال في أوروبا فقط كل سنة: مقابل أن ترى على التلفاز: علامة تويوتا أو نيسان على قميص لاعب شهير!
شيفروليه الأمريكية هي الأكبر استثماراً: 321 مليون ريال كل سنة لتكون على قميص مانشستر يونايتد الإنجليزي، يوكوهاما اليابانية تصنع الإطارات، وهي مع تشيلسي بـ150 مليون ريال سنوياً، فولكس فاجن الألمانية أو «سيارة الشعب» لو ترجمنا الاسم الشهير: ترعى أكثر من نادٍ ألماني، أهمهم فولسفبورج، و.. المنتخب الأمريكي لكرة القدم رجال وسيدات!
هيونداي الكورية تعلن بـ72 مليون ريال سنوياً في أوروبا وحدها، عبر أندية تشيلسي في إنجلترا، ليون في فرنسا، روما في إيطاليا، بطولات وفعاليات كبرى مثل كأس الأمم الأوروبية وكأس العالم، أوبل الألمانية رعت بايرن ميونخ وميلان وماينز الألماني، حيث ملعبه يسمى أوبل ستاديوم، والآن تجد شعارها على كتف نادي دورتموند الألماني.
بيريللي أو Pirelli الإيطالية، حتماً تتذكر وجود هذه الكلمة على قميص أزرق وأسود هو قميص «إنترناسيونالي» الإيطالي، حيث كان رونالدو الظاهرة له احتفال شهير يجري فيه فارداً ذراعيه لتظهر الكلمة الإيطالية على صدر القميص، في 1998 أطلقت الشركة حملة إعلانية وضعت فيها رونالدو بقميص الإنتر: مكان تمثال «المسيح» الشهير الذي هو أحد أهم معالم «ريو دي جانيرو» عاصمة البرازيل مسقط رأس الظاهرة رونالدو!
لم ننته بعد، فهناك نيسان اليابانية ترعى جميع أندية «السيتي فوتبول» وأهمها مانشستر سيتي، الذي يضع على كتف قميصه شعار «نيكسن» للإطارات !، نيكسن شقيقة «هانكوك» للإطارات التي ترعى ريال مدريد وبطولة الدوري الأوروبي!، سيتروين الفرنسية رعت أرسنال لـ9 سنوات ببنود تعاقدية مثل ضرورة ظهور اللاعبين ومدربهم الشهير أرسن فينجر بموديلات مختلفة من ستروين كل موسم!
عملاق ألماني مثل مرسيدس بنز له استاد هو الأفخم والأحدث في العالم بأتلانتا - جورجيا الأمريكية وهو مقر ناديي اتلانتا لكرة القدم، واتلانتا فالكونز أو النسور في دوري كرة القدم الأمريكية NFL، قد لا تصدق أن «بِنز» اقتحمت مجال البنوك أيضاً ولها بنك بالاسم نفسه منذ 40 عاماً بشتوتجارت، المدينة الألمانية وفريقها الذي يرتدي قميصاً مكتوباً عليه: مرسيدس بنز بنك ..طريقة ولا أروع لتخليد ذكرى الألماني «كارل بنز»، صاحب أول سيارة تعمل بالبنزين... في التاريخ!
متاهة!
أخيراً إليك هذه «المتاهة»، جيب أو JEEP -أجمل سيارة SUV قد تراها عينك- شعارها على قميص «يوفنتوس» الإيطالي، جيب تمتلكها كرايسلر الأمريكية للسيارات، كرايسلر تمتلكها «فيات» الإيطالية للسيارات، الإثنين: فيات ونادي يوفنتوس، ملكية لمجموعة عملاقة تسمى «إكسور»، يملكها «أندريا أنييلي»، رئيس نادي «يوفنتوس»! ..المقال انتهى، فُكْ الحزام!