علي الصحن
يشتكي الهلاليون من الضغط الذي يواجه فريقهم هذه الفترة، وفي الدور الثاني من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، حيث يلعب الفريق في أيام متقاربة، وفي بطولات مختلفة، وهو ما قد يسبب المزيد من الإرهاق البدني والذهني للاعبين، والأجهزة الفنية والإدارية، ولا يطالب الهلاليون بالكثير، ولا أن يكونوا أفضل من غيرهم، بل يطالبون بحقوقهم، وبالمعاملة بالمثل مع باقي المنافسين، والأخذ بعين الاعتبار أن معظم لاعبي المنتخب الأول هم من لاعبي الفريق الأزرق.
من واجب لجنة المسابقات أن تقف على مسافة واحدة من الجميع، وأن تخرج وتتحدث عن عملها، وأن تقدم مبررات وإجابات واضحة لأي تساؤلات وتناقضات يتحدث عنها الشارع الرياضي، وألا تترك المجال للاجتهادات والتوقعات في هذا الشأن.
عمل لجنة المسابقات في رابطة دوري المحترفين حساس ومفصلي ومهم في الدوري، وهي من يرسم طريقه وطريقة تنفيذه، وأي خلل في عملها، يعني أن هناك خللاً في موازين العدالة في المسابقة، وهذا ما يرفضه جميع المتنافسين الذين ينشدون العدالة والمساواة في العمل.
لجنة المسابقات معنية أيضاً بالحفاظ على اللاعبين، فهم ثروة كرة القدم وأسها والركن الأهم فيها، وأي أخطاء في إدارة المسابقة يعني التأثير على اللاعب، ومن ثم على فريقه، وبالتالي على المنتخب الوطني، وهذا ما يجب أن يدركه من يخطط للمسابقات ويضع الجداول ومن يعتمدها أيضاً، اللوائح والخطط يجب أن لا تبقى حبراً على ورق، بل يجب أن تتحول إلى حقائق وعمل يشاهده الجميع على أرض الواقع، كما يجب أن يتم تفعيل المواد والفقرات الواردة في اللائحة التنظيمية لمسابقة كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، ومن ذلك مثلاً الفقرة (4) من المادة (الرابعة) والتي نصت على أن من اختصاصات لجنة المسابقات : (وضع المقترحات والفرص التطويرية للمسابقة ورفعها للمجلس للدراسة واتخاذ القرار)، والمادة (الخامسة) اجتماعات لجنة المسابقات، والتي نصت الفقرة رقم (2) منها على أن : (للجنة المسابقات أن تدعو لحضور جلساتها من ترى الاستعانة بهم في المسائل المعروضة أمامها دون أن يتمتع بحق التصويت).
هل استعانت لجنة المسابقات مثلاً بطبيب متخصص وسألته عن احتياجات اللاعب وقدراته البدنية، والمدة الكافية للراحة والاستشفاء وإعادة العضلات للحالة الطبيعية وإصلاح أي تلف والقضاء على أي إجهاد يحدث أثناء المباريات؟ وعن التوتر واضطرابات النوم التي تصيب اللاعبين ولاسيما في الفرق المنافسة وعند لعب مباريات قوية متتالية، نتيجة المجهود البدني والذهني والتفكير في نتائج المباريات وردود أفعال الجمهور، فضلاً عن التنقل من مكان إلى آخر واستخدام وسائط نقل مختلفة في فترة زمنية قصيرة؟
إن ضغط المباريات مرفوض لجميع الفرق ما لم يكن هناك ظروف قاهرة تحد المنظمين عليه، فكيف إذا كان هذا الضغط لفريق واحد دون غيره؟ خاصة في حالة محدودية عدد اللاعبين المسجلين في جميع الفرق، وكلنا يتذكر مثلاً كيف كان احتياط فريق الهلال في لقائه أمام الجبلين، فهل تريد لجنة المسابقات والرابطة تكرار ذلك؟ وهل يريدون أن يدفع الفريق ثمن كونه يملك أكبر عدد من اللاعبين الدوليين، وهل تقبل اللجنة تكرار أخطاء الموسم الماضي عندما لعب الفرق وقت مشاركة المنتخب في بطولة أمم آسيا، وقُدِّمَت حينها مبررات غير مقبولة؟
الأخطاء الواضحة تحتاج إلى علاج عاجل، وليس إلى عبارة (أنا أتحمل المسؤولية) الفضفاضة، فهي في النهاية لا تسمن ولا تغني من جوع، ولن تفيد الفريق المتضرر ولن تعوضه ولو بجزء من المائة من الضرر الذي يلحق به.
* مثل عامي: (ما يمدح السوق إلا من ربح فيه).