مها محمد الشريف
أعلنت وزارة الثقافة حزمة مبادرات، تتناول التركيز على التعليم ودعم الإنتاج الثقافي، كبرنامج الابتعاث الثقافي، وأكاديميات الفنون، التي سبق أن أعلنها وزير الثقافة، وبرنامج التفرغ الثقافي، وبرنامج ثقافة الطفل، و»إقامة الفنان» التي سبق أن كشف الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود في حوار صحفي عنها.
كما تزايدت فرص الاطلاع على وسائل الإعلام، وجُبل الإنسان على التفاعل مع النشاط الفعال لهذه الوسائل؛ فكل ثقافة أو ميدان معرفي يشكل صورة معينة عن الواقع، ومحاولة لبناء التصور العلمي للعالم من خلال تلك المعارف والبناء المنطقي لها، وانتشار الثقافة العلمية في المجتمعات بكوادر مؤهلة، تثري الساحة؛ لأن أهم عامل للنهوض بالثقافة هو العنصر البشري، ونقل الخبرات الدولية من خلال الابتعاث، وهو عامل مهم لتنشيط الحركة الثقافية.
من هذا المنظور هذا ما تقوم به الوزارة التي ترسم المستقبل بمعلم من طراز جديد، وإعداد ملائم للأهداف المحدثة، وتدريب مستمر له على المستجدات التربوية وتطوراتها. ويؤكد برنامج الابتعاث الثقافي أن التعليم جوهر مشروع وزارة الثقافة، وأن التركيز على النشء أساس أي عملية تطويرية للقطاع.
بالتأكيد هناك خطط مطروحة بالتفكير في تأثير التدخلات الاستراتيجية والممارسة للدراسات الثقافية؛ إذ سيكون الابتعاث الثقافي للمراحل الدراسية «البكالوريوس، الماجستير والدكتوراه»، ويركز على المجالات الآتية: الموسيقى، المسرح، صناعة الأفلام، الآداب والفنون البصرية، فنون الطهي، التصميم، والمتاحف. وإن التركيز على النشء أساس أي عملية تطويرية للقطاع التعليمي.
ومما لا شك فيه أن الإمكانية الموجودة فتحت نوافذ على نماذج التنمية المهنية في المملكة العربية السعودية كالمركز الوطني للتطوير المهني التعليمي، الذي تتعدد إضاءاته؛ وهو ما يؤكد خبرة متميزة في التطوير المهني للارتقاء بأداء العاملين في القطاع التعليمي، تتمثل رؤيته في بناء منظومة متكاملة للتطوير المهني المستمر للعاملين في القطاع التعليمي وإدارتها لدعم تمهين التعليم ومكامن النجاح المطلوب، وتعزيز التنمية المهنية المستدامة لجميع العناصر البشرية في النظام التعليمي، وترسيخ أعمدته وتطويرها.
ما بعد الثقافة وظهور المجتمع المعلوماتي يدعو المتعلمين إلى مشاركة المشتغلين الآخرين بتوسع مجال القدرات والإمكانيات كأساس لتنمية الدول واقتصاداتها، وإن التأهيل الجيد يدعم رفع مساهمة الثقافة بالتنمية، ودورها الكبير بنقل صورة صحيحة عن واقع الدول من خلال محتوياتها المتعددة المرتبطة أولاً بالتكنولوجيا، والوسائل المادية التي يستعملها الإنسان، والمتعلقة ثانيًا بالمحتوى الاجتماعي من أنشطة، ومؤسسات، تدفعنا إلى رؤية الحياة من زاوية الممكن.
فحيثما يوجد الوعي توجد القدرة على العلم؛ لأن العلم هو الوعي بالأنواع.. ففي الحياة نجد أنفسنا أمام أفراد، بينما في العلم نجد أنفسنا أمام أنواع تبني وتشيد وتصنع منجزات الأوطان بالتفاعلات البشرية على المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية؛ فتخلق معها استثمار المكتسبات، وتحويلها إلى إنجازات كون دولتنا لها أهمية استثنائية خاصة، تملك ثاني أكبر صندوق استثمارات سيادية بالعالم، وضمن أقوى 20 اقتصادًا حول العالم. وهذه الجهود من الوزارة تحمل على عاتقها مسؤولية التأثير في الظروف المحيطة التي تحيل إلى عالم الثقافة والعلم والمال والأعمال وقدرة الفرد ليختار بنفسه صيغة تضفي على حياته معنى ومشروعًا متكاملاً لبناء كيانه.