حماد الثقفي
نُودع عامًا بمُرهِ، وحُلوِ أيامه، وبما مَنّ الله علينا فيه من قرارات حكيمة باعثة اطمئنانًا للمواطنين والمُقيمين والعالم أجمع، برسالة قوية مُفادها، أن الإنجازات غير مسبوقة، ومستقبلنا أكثر إشراقًا، رغم التحديات والمخاطر التي حولتها المملكة وقيادتها الحكيمة وشعبها المجيد إلى ملاحم من أرقام داخلية وخارجية، بمُعادلةٍ لا حدود لها، وبدماء شابة قادرة على مواكبتها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وعراب المستقبل ورؤيته ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان في كل مجالات التطوير وعصور النمو المؤسسي بإستراتيجية واضحة شفافة حازمة، خلدتنا بين كُبريات «الأوطان» وسمت بقفزات مُتتابعة، لنتصدر المراكز العالمية في العديد من المؤشرات بسبب ما حققته من مشروعات وإنجازات وتغيرات على الصعيد المحلي والعالمي.
ولعل المتابع لإنجاز وتألق المملكة وتنميتها الشاملة المُستدامة في ظل ظروف استثنائية وتحولات سريعة، نستشعرها من 2019 بنتائج واضحة نفخرُ بها في المجال السياسي بجميع ملفاته وتجاوزها جميع صعابه، أهمها: اتخاذ مواقف إيجابية وحقيقية اتجاه تحقيق السلام الخارجي وتعزيز السياسة الخارجية للمملكة عبر تشجيع الاستثمار الخارجي - تحقيق المعنى الحقيقي للإسلام - تقديم الدعم والرعاية للدول المجاورة، واللا محدود لقضايا المسلمين في المحافل الدولية.
ولكن القول الفصل في ذلك، زيارات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لعدد من الدول الكُبرى مثل روسيا وماليزيا واليابان والصين - وزيارة الرئيس الأمريكي ترامب للرياض وعقد ثلاث قمم، هي (القمة السعودية - الأمريكية، والقمة الأمريكية - الخليجية، والقمة الأمريكية - العربية والإسلامية، بمشاركة زعماء وقادة 55 من الدول العربية والإسلامية)، والإعلان عن تأسيس مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، إضافة إلى زيارات ولي العهد المكوكية ومشاركته قمة الـ20 بالأرجنتين، وغير ذلك من النجاحات السياسية، تتلوها الإنجازات الاقتصادية بميزانية تريليونيه، وتدشين وإطلاق وإعلان عدد من المشروعات التنموية والتعدينية والصناعية، بلغت نحو 1318 مشروعًا، بقيمة تجاوزت 141 مليار ريال، أبرزها مشروع «وعد الشمال»، لنجد نماءً مُبهرًا خلال 2019، ففي تقرير التنافسية العالمي قفزت المملكة إلى المركز الـ36 عالميًا، وسجلت تقدمًا في 10 مؤشرات أخرى كان أعلاها مؤشر تبني تكنولوجيا المعلومات الذي تقدمت فيه 16 نقطة لتحتل الترتيب الـ38، سبقها إطلاق قمرينا الصناعيين «سعودي سات 5أ و5ب» بأيادٍ وطنية خلاّقة بديعة، ومؤشر إنتاج السوق وسوق العمل اللذين تقدمت فيهما 13 نقطة لكل منهما، لتبقى البيئة الاقتصادية السعودية بيئة إيجابية للاقتصاد الكلي بنمو ثابت بنسبة 1.8 في المائة مع خفض الاعتماد على إيرادات النفط المالية من 81 في المائة إلى 67 في المائة، وزيادة بنسبة 20 في المائة في النفقات الرأسمالية في عام 2019 للحفاظ على النمو الاقتصادي، والحفاظ على إجمالي الناتج المحلي بنسبة 19 في المائة، لتكون ثاني أقل معدل بين دول مجموعة العشرين، ولتختم نجاحات اقتصادها باكتتاب القرن لشركة أرامكو العامرة.
ولعل إطلاق العديد من المبادرات النوعية على جميع الأصعدة الحياتية، حتى الترفيه، والبدء في برامجها الهادفة للمواطنين، تاريخ مشرف أسهم في الناتج الوطني باستحداث عدة تأشيرات كتأشيرة (زيارة فعالية) تمكن السياح من حضور الفعاليات المقامة في السعودية بالتعاون مع وزارة الخارجية، وفوزها بعضوية التراث العالمي باليونسكو؛ لما تزخر به من أنشطة ثقافية إعلامية وترفيهية واقتصادية وسياسية، وإرساء مبادئها وتأكيدًا على مكانتها الدولية ودورها في بناء السلام والمساهمة بفاعلية، مما جعلنا الوجهة السياحية والثقافية لمحبي التراث والثقافة السياحية حول العالم بمشروعات وأنشطة وضع خادم الحرمين الشريفين مؤخرًا حجر الأساس لها كمشروع بوابة الدرعية، بقيمة 64 مليار ريال، الذي يستهدف بناء مجتمع حضاري متعدد الاستخدامات يحتفي بالتاريخ الثقافي العريق للمملكة العربية السعودية ممتدًا على مساحة سبعة كيلو مترات مربعة بحيث يوفر المخطط خمسة أماكن مميزة للتجمع والاستكشاف.
إنها إنجازات شرُفت بها السيرة الوطنية في شتى المجالات، خاصة التكنولوجيا التي من شأنها حل الكثير من المشكلات، بمشاركة نصف المجتمع النابض وهو العنصر النسائي الذي فُزن بالكثير من القرارات في كافة مناشط الحياة مما ينفى هذا بالطبع الاتهامات والنظرة الدونية إلى النساء السعوديات سواء من الداخل أو المجتمعات الأجنبية.
خاتمة: تبقى قصة 2019 في حياة السعوديين، بقفزاتها النوعيّة سرًا لعقول «سعودية»، نبضت برؤية 2030 بشفافية وعطاء نحو تحقيق إنجازات تليق بالوطن، مستشرفين بها أعوامًا بإذن الله والعمل ولحمتنا زاخرة زاهرة، يبقى فيها مُنجزنا، بعقولنا، وأيدينا، وخبراتنا، نبني ونعمّر لنرتقي مدارج التحضر والتمدن وصناعة لا حدود لها سوى عنان السماء في ظل قيادة رشيدة، توفر لأبنائها كل عوامل التقدم والتطور.