فهد بن جليد
أتمنى أن يكون العام الجديد 2020م خيرًا من سالفه؛ ليصبح عام إنجاز وسلام وخير، ويحقِّق الله فيه كل الأماني الجميلة. في مثل هذا اليوم من كل عام تولد أحلام، وتُرسم أهداف، وتبدأ خطوات؛ ليكون النجاح حتمًا لأولئك النفر من المخططين الصادقين الذين يرسمون ويحددون أهدافهم بوضوح؛ لينطلقوا نحو تحقيقها بكل عزم وإصرار، بينما هو (يوم عادي) كسائر الأيام في حياة آخرين، لا يرون فيه سوى فرصة للإجازة والراحة والسفر.. يوم تبدأ فيه سنة أخرى، ويتبدل معه التاريخ لا أكثر بالنسبة لهم. ولعلنا في الأيام الماضية شاهدنا كثيرًا من أحاديث وتغريدات بعض الفنانين والمشاهير ممن أعلنوا بعض أمانيهم وأهدافهم التي يتمنون تحقيقها في العام الجديد. وهذه الظاهرة التحفيزية يجب أن تنعكس على جمهور هؤلاء الذين حصدوا النتائج المفيدة من التخطيط وإعلان التحدي لبلوغ أهدافهم؛ ليكون مثل هذا الإفصاح حافزًا لكيفية بلوغ المراد بإعلان الهدف وتحديده.
نحن في أول أيام (عقد التحدي) لتحقيق رؤيتنا الطموحة في 2030، تلك الرؤية الحالمة التي غرست في المجتمع، كل المجتمع، (روح التحدي والإصرار) للمشاركة والمساهمة بالتجديد والتطوير والتغيير لتحقيق الأهداف، وتحويل الأحلام إلى واقع معاش، بمنح الإنسان دوره الطبيعي كجزء مهم وعامل رئيس في تنفيذ الخطط التطويرية. ونحن نعيش يومنا الأول في منعطف بداية سنوات (عقد الرؤية) يمكننا وصف المجتمع السعودي بأنه يعمل بشكل منظَّم ومتعاضد لتحقيق رؤيته الوطنية بمنهجية وأهداف مرسومة وواضحة. وهي حالة متقدمة ونادرة الحدوث بين الدول النامية في عالمنا العربي والشرق أوسطي. وحقيقة محفزة، ينظر إليها العالم بإعجاب وترقب كواحدة من أكثر تجارب التطور المجتمعي الناجحة في العصر الحديث.
هذه الحالة الإيجابية التي يعيشها المجتمع السعودي اليوم يُنتظر أن تنعكس على هممنا كأفراد مع بداية هذا العام، برسم الخطط الشخصية القابلة للتحقيق، وإعلانها كبداية التحدي والإصرار الشخصي، ومن ثَم التوكل على الله بالسعي لتحقيقها، والبدء في الخطوة الأولى لتدور العجلة؛ فلا مجال في عصرنا الحالي لحياة العشوائية والسير دون خطة أو دليل لبلوغ الأهداف. الوقت ما زال فيه متسع للحاق بركب العام فنحن في أول أيامه، والأهداف الكبيرة تبدأ بخطوات صغيرة.. ولنتذكر جيدًا أن واقع البشر عادة لا يعكس إمكاناتهم وقدراتهم التي يملكونها، بل هو انعكاس طبيعي لنوعية أهدافهم السابقة وحجمها، وهو ما لا يجب أن يبقى على حاله مع بداية كل عام.
وعلى دروب الخير نلتقي.