د.عبدالعزيز الجار الله
عملية الدمام الإرهابية الأحد الماضي، تؤكد مدى قدرة الأمن السعودي على مطاردة وتعقب الإرهابيين في عمليات استباقية، الخبرة الطويلة تعود إلى عام 1995م تفجرات العليا الذي استهدف الحرس الوطني والذي يعد أول مواجهات الأمن السعودي مع الإرهابيين كعملية منظمة ومخطط لها، وتلاها عام 1996 تفجير الخبر وهي عمليات للقاعدة ونتيجة نشاط خلايا إيرانية وأذرعها في الخليج، بعد توقف الحرب الإيرانية العراقية عام 1988م، وغزو العراق للكويت عام 1990م ثم التحرير عام 1991م، وانقلاب قطر 1995م وتولي الأمير حمد آل ثاني الحكم في قطر مع توجه حكومة الدوحة المبطن معاداة دول الخليج وتحالفها مع إيران، والسعي العلني لإيران إلى نشر الإرهاب في دول الخليج في السعودية والكويت والبحرين.
وقبل أسبوع أعلنت أذرع إيران في اليمن الجماعة الانقلابية الحوثية، عن أهداف (6) محددة في السعودية، وكانت جماعات إيران في العراق حزب الله قد استهدفت مواقع للقوات الأمريكية والتحالف الدولي في العراق، فكان الرد عليه يوم الأحد الماضي من القوات الأمريكية تدمير (7) مواقع لمخازن أسلحة وقواعد في منطقة القائم الحدودية السورية والعراقية.
إيران تعمل على خلط الأوراق بعمليات تفجيرات واشتباك مع قوة التحالف على أرض العراق وفِي دول الخليج، أو حرب مباشرة بين إيران ضد التحالف الدولي، من أجل الخروج من مأزق الحصار السياسي والعسكري والاقتصادي، وخسارتها في العراق وعجزها عن وقف التظاهرات في العراق والتي يطالبها الشعب العراقي المتظاهر في خروج إيران من العراق وطرد جميع الحكومة الموالية لطهران، أيضاً أفشلها في لبنان، حيث تحرك الشعب اللبناني بمنع أي تشكيل حكومي موالي لحزب الله وإيران، وفِي اليمن تم تشديد الحصار على الجماعة الحوثية المدعومة من إيران.
لذا تتصرف إيران بطيش وفزع للخروج من دائرة الحصار الأمريكي والدولي عبر تحريك أذرعها في العراق والخليج ولبنان بحثاً عن انفراج والفكاك من طوق الدائرة المغلقة حوليها.