سمر المقرن
كانت غزالة شاردة في صحراء الحياة وهجيرها فوجدت ظلا ظليلا وجدول ماء.. هكذا أصبحت المرأة في السعودية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- ليضع عام 2019 مزيدا من الجواهر على تيجان العزة والفخر لبنات المملكة في الداخل والخارج، فوجدناها تتقلد أرفع المناصب وأصعبها، فتحقق الحلم الجميل في شم عليل الحرية، وأصبحن كالفراشات في أنحاء المملكة. حتى أجواء العمل في المؤسسات العامة والخاصة اختلف كثيرا بعد تمكين المرأة ومنحها حقوقها في وظائف جديدة بمجالات مختلفة كانت حكرا على الرجال، فانتشينا برحلة الأوائل التي ملأت رئتينا بالفخر وأثلجت صدورنا وصفقنا للتقدم والنجاحات، وسعدنا بأول سفيرة، وأول نائبة لرئيس بلدية، وباركنا عمل النساء في الجوازات والدفاع المدني، وتألقها وتقدمها كمحامية وموظفة وموثقة وحتى كمعلقة رياضية وفارسة نجحت في ترويض الخيول، وغيرها من الوظائف التي ترفع من ثقة المرأة بنفسها، وثقة من حولها بها، بل وثقة المجتمع بأكمله بإمكانياتها، لتقف شريكة متكاملة مع الرجل، فأصبح سوق العمل مفتوحا على مصراعيه أمامها، وجاءت الأنظمة الجديدة بتعديلات الأحوال الشخصية وقوانين السفر والولاية على المرأة التي تقدر الحرية وتدرك المسؤولية وتعي ما لها وما عليها «كطير الوروار» الذي يقطع آلاف الأميال في تجواله وترحاله بين البلاد باحثا عن رزقه ولو في فم تمساح.
ولا بد من التأكيد، على أن المرأة أثبتت جدارتها لا سيما بعد أن تضامنت كل المؤسسات لتمكين المرأة، كما حدث في وزارة العدل التي أنصفت المرأة سواء كموظفة أو مستفيدة، كما عضدّت وزارة العدل حقوق المرأة المستفيدة ب20 قرارا في تعاملاتها القضائية والعدلية منها ضرورة أخذ موافقتها على الزواج وتسليمها نسخة من عقد النكاح، وحقها الأصيل في رؤية أبنائها دون رفع دعوى قضائية والتنفيذ السريع والفوري والعاجل لأحكام النفقة ورؤية الصغار أو تسليمهم لحضانتها وغيرها من الحقوق التي مُهرت بختم قرارات خادم الحرمين وولي عهده في 2019 والذي لم ينتهِ إلا بفرحة القرار الصارم الذي يمنع تزويج الصغار أقل من 18 عاماً.
وما زالت رحلة طيران طير الوروار والتحليق في فضاء المملكة مستمراً بتحقيق نجاحات تلو الأخرى كانت المرأة عنصرا أساسيا فيها.. وكل عام وهذا الوطن بكل أطيافه بخير وعام سعيد على الجميع.