د. خيرية السقاف
ليست فكرتك من محض فراغ..
ولا آهتك نفسَ استطراد..
المرء في ذاته كون مكتظ..
وبراح مأهول..
السكون فيه ضجيج
والضجة التي فيه مكنون..
ينفجر آهة, وينطلق فكرة..
دوافع الذات لا يدرك تفاصيلها مُصغٍ لآهة, ولا مستمعٍ لفكرة..
كذلك محبرة المبدع؛ مدادًا كان ماؤها, أو ألوانًا كان مزيجها..
سنة قلم مركبتُها, أو ريشةُ رسم..
تكوين من آهة, وفكرة..
حين تكون الفكرة ذاتًا غير ملموسة, والآهة كيانًا يشبهها..
فإن أشباهك العميقة وإن انطلقت فإلى مستقر,
وإن بقيت فإلى موقد..
ما يفعله كمونك لحظة اندلاق محبرتك, وانطلاق آهتك, وانبثاق ألوانك
يشبه لحد بعيد ذلك القدَر النازل بك,
المهيمن على فضائك, المعتقِل لانتباهتك..
كمائن, حين تقع في حالتها فأنت
لست في فراغ البتة!!..
لست من فراغ أبدًا!!..