تشرفت بحضور حفل جائزة الشيخ الوجيه الوالد حمد بن منصور المالك -رحمه الله- للأداء التعليمي المتميز في محافظة الرس مساء يوم الاثنين الموافق 19-41441هـ على شرف صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم -حفظه الله-.
فحسبي بأبناء الوالد حمد بن منصور المالك (شجرة طيبة)، أصلها ثابت، وفرعها في السماء، تؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها.
ها هم (أبناء وبنات محافظة الرس) يقطفون من ثمار الشجرة اليانعة التي غرسها والدهم في تعليم أبناء وبنات المحافظة -حفظها الله من كل سوء-؛ إذ حمل همَّ أهل المحافظة بالوقوف ومتابعة افتتاح أول مدرسة رسمية (المدرسة السعودية) التي خرّجت أجيالاً بعد أجيال، منهم الوزراء والضباط والأطباء والمهندسون ورجال الدولة بمختلف مناصبهم، رحم الله الميتين منهم، وحفظ الله الأحياء، وجعل الله ذلك في موازين حسنات الوالد الشيخ حمد منصور المالك.
هذه خاطرة، أعبِّر بها عن مشاعري من جانبَيْن: الأول أنني أعتبر نفسي أحد أبناء حمد المنصور المالك؛ كوني زوجًا لإحدى بناته. والجانب الآخر كوني أحد خريجي المدرسة السعودية التي كان لها الدور الأكبر -بعد فضل الله- في حياتي التعليمية والعملية بوصفي أحد ضباط القوات البرية.
كان تعامله -رحمه الله- معي كأحد أبنائه. أتذكر جيدًا بعد نهاية التحاقي بدورة تخصصية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1392هـ (الموافق 1972م)، وعندما هبطت الطائرة التي تقلنا في مطار الرياض، فوجئنا بوجوده لاستقبالنا على رأس أبنائه ذكورًا وإناثًا؛ إذ قدم -رحمه الله- من الرس إلى الرياض؛ ليكون على رأس المستقبلين, وقبل ذلك كان لي الشرف باستقباله في إسبانيا عام 1981م أثناء تواجدي في العاصمة الإسبانية ملحقًا عسكريًّا في السفارة السعودية في مدريد، ومعه ابنه الأخ فهد، قادمَيْن من الولايات المتحدة الأمريكية بعد إجراء الفحوصات الطبية هناك, وخلال تواجدهما في (مدريد) قمنا بزيارات لأماكن مختلفة، ودعوتهما لتناول الطعام خارج المنزل؛ لأن زوجتي (ابنته) وقتها كانت في الرياض، وحاولتُ معه -رحمه الله- أن يمكث أيامًا أكثر في مدريد، لكنه قال لي ممازحًا وهو يبتسم: «البيت اللي ما فيه أهله ما اقعد فيه، وابرجع للمملكة عشان أشوف بنتي قبل رجوعها لك وأعلمها عن أخبارك».
أطال الله في أعمار أبنائه وبناته وأحفاده وأسباطه وأفراد أسرة المالك جميعًا على طاعته، وبارك فيهم وفيما رزقهم، وجمع كلمتهم دائمًا على خير.
** **
- اللواء متقاعد/ إبراهيم عبدالله منصور العمرو