عبده الأسمري
أكتب هذا المقال كبديل عن مقال سبقه بساعات كتبته «فجرًا» كان خليطًا من الترهيب والترغيب ومزيجًا بين التغليب والتثريب وكنت متوجسًا من «قلم « رئيس رؤساء التحرير الأحمر «صاحب الرأي» في هذه الصحيفة الغراء الأستاذ «خالد المالك» الذي يقف بنفسه على كل كلمة في المقالات وكعادتي في استشعاري بترجيح «كفة « الرفض ظللت أمام إيميلي حتى جاءتني «العبارة الشهيرة « (الأخ عبده المقال غير صالح للنشر) حينها وقفت احترامًا لرأي معلم «الصحافة السعودية» وتوقفت إذعانًا لتوجيه «عميد بلاط صاحبة الجلالة» وتساءلت في نفسي إن من «متعة الكتابة» أن تجاهد في إيصال كلمتك وأن تناضل في توصيل رؤيتك حتى وإن رفضت لبعد نظر «رقابي» يراه مالك القرار.. فأجد نفسي في درب جميل من الركض بين قطبي «الكتابة والرقابة» رافعًا راية «الحماس» ممتطيًا صهوة «الاستئناس «في طقوس «نفسية « تجعلني أعزف «أوتار « اليقين وألحن «كلمات» المعنى.
منذ أن اعتنقت «فعل» الكتابة وأنا أعيشها كأسلوب حياة وأحياها كسلوك ذات موجهًا عيار النقد إلى «الأخطاء» مصوبًا سهام «الانتقاد» نحو «المخالفات» منها امتهنت «التحرير» وفيها تعلمت «الأدب» وبها استلهمت «الثقافة»
كتابة «الرأي» مهنة سامية تخضع لمعايير «الإجازة» وتذعن لمؤشرات «الموافقة» لتصدح في «آفاق» الحياة بالتوجيه والتصويب للمضي إلى إيجاد «منصة فاخرة» من المنافع والفوائد التي ينتجها القلم ويستنتجها العقل وتوظفها الكلمات وترصدها العبارات وتختمها الخلاصة المستخلصة في هيئة «مقالات» تبقى خالدة في ذاكرة «القارئ» وماجدة في وجدان «المتلقي».
بين الكتابة والرقابة حد من السطوة والمنع وفاصل من الحظوة والوقف في ضوء «قرار فاصل» يرى أن الخطوط الحمراء علامات «توقف إجباري» لا يمكن تجاوزها إلى «الضفة الأخرى» من النشر ولكني ككاتب أعشق السير بأريحية في المساحات الخضراء المفتوحة تحت سقف «حرية « متاح ولكني قد أمارس «شقاوة» الفلاسفة و»براءة» الأدباء و»هرولة» المثقفين فأجد نفسي أحيانًا في اصطدام بالممنوع الذي أجده «حاضرًا» في قرار لا رجعة فيه ولا مناص عنه من قلم «رئيس التحرير» حينها أعاود «الركض» مجددًا بكل حيوية في دروب جديدة من الآراء والرؤى.
عندما يأتي مقص الرقيب ليكون «الفيصل» في تحويل المقال للنشر فإنها «المهنية الأولى» التي تعلمنا من خلالها أن نكتب «مقالات» بأقلام «الرصاص» وأحيانًا بألوان تتنوع بين الأزرق والأخضر والأسود.. وفي وقت قد تكتب في «أوراق» تنتهي بالتمزيق لتبقى في الخفاء ولكنها الرغبة في التفريغ المهني والتوجيه الذاتي من أجل «الكتابة» والكتابة حتى الرمق الأخير!
بين الكتابة والرقابة «علامات استفهام» و»استعلامات تفهم» توجهنا إلى إعادة «القلم» لنقطة البداية ثم انطلاقته بمداد جديد وسداد متجدد في جولة أخرى من التعبير والتسطير في فكرة أخرى ورؤية ثانية.
في «حرفتي» الأولى ككاتب أرى «مقالاتي» كتشكيلة «مهنية وحرفية» وتركيبة «إستراتيجية مؤسساتية» أبنى بها «صروحًا» من الأهداف كي أقوم برسالتي «واجد «ضالتي» وأحدد «بوصلتي» وأوظف «أمانة القلم» وأحقق «رسالة الفكر» من «منابع» الحرف و»ينابيع» الكلمة.
بين الكتابة والرقابة أسير في «اتجاهات» متعددة في ظل عنوان وظلال اسم ومحتوى مقال ورأي رقيب لتتكون «المعادلة الافتراضية» بين المنتج والنتيجة فتتشكل ردود الأفعال وتتباين حيثيات «الرضا» أو «الرفض» وتتجلى براهين «الاعتدال» وتتعالى دلائل «الموضوعية» في منظومة ترتيب مقنن يرسم مشاهد «الشفافية» و»الاحترافية».
الكتابة والرقابة وجهان أساسيان يتقاطعان في سبيل «المصالح» وسبل «المطامح» وفق أسس من «النظام» وأصول من «التنظيم» يسعى إلى تحقيق مستويات «الاتزان» وتوظيف درجات «التوازن» بين القلم والمنتج.