أحمد المغلوث
الأسبوع الماضي كنت مقيمًا في أحد الفنادق الشهيرة بالرياض. وكعادة نزلاء الفندق، كان بعضنا يطيب له تناول طعام الإفطار من البوفيه المفتوح؛ إذ تتاح لكل واحد حرية اختيار ما يطيب له من أنواع الأطعمة الشهية. ولاحظت كما لاحظ غيري الأعداد الكبيرة من النزلاء الذين تعددت جنسياتهم ما بين خليجي وعربي وغربي وشرقي. وكنت ساعتها ألبس ثوبًا، وحينها التفت نحوي أحد الأشقاء الكويتيين، وكانت برفقته زوجته، وبعد أن ردد تحية الصباح أردفها بسؤالي: هل أنت خليجي؟ فأجبته بنعم، ولكنني أنتمي للمملكة. بعدها قام من مقعده ليصافحني بحرارة، ويشد على يدي وهو يقول: أهنئكم على هذا الانفتاح العظيم الذي انتظره العالم بشغف منذ عقود. ثم أضاف بعدما عاد ليجلس في مقعده قائلاً: خطوة ذكية بل رائعة من المملكة توظيف السياحة في التنمية. وراح يواصل حديثه عن الدور المهم للسياحة في العالم في دعم اقتصاديات الدول. شعرتُ لحظتها باعتزاز أن برامج وخطط الرؤية المباركة التي أعلنها سيدي سمو ولي العهد الأمين آتت أكلها؛ فها هي المملكة تتقدم اقتصاديًّا وثقافيًّا وترفيهيًّا، بل في مختلف المجالات، وباتت الفنادق والشقق المفروشة تغص بالسياح والزوار، وكذلك برجال الأعمال والمستثمرين. وما ذكره الشقيق الكويتي وغيره من الذين قَدِموا في الشهور الأخيرة لزيارة المملكة، والاستمتاع بما تزخر به من معالم ومواقع دينية وتاريخية، هو كلام صحيح، ويؤكد في الوقت ذاته أن السياحة أسهمت كثيرًا في دعم اقتصاد المملكة؛ وهو ما ضاعف من زيادة الإيرادات السياحية المختلفة، خاصة أن هناك اهتمامًا كبيرًا، تقوم به الهيئة العامة للسياحة والاستثمار لتطوير العملية السياحية في مختلف مناطق المملكة. كل هذا وذاك جعل أنظار العالم تتجه إلى المملكة كوجهة سياحية مغرية. وهذا ما تكشفه الإحصاءات اليومية التي ترصدها الأجهزة المختصة في المملكة، وغيرها من الجهات التي يهمها رصد مثل هذا النشاط المتميز. وهذا يشكل في حد ذاته جانبًا مهمًا، تهتم به الشركات السياحية، وحتى الاقتصادية والاستثمارية؛ وهو ما يساعدها على دراسة إقامة المشاريع السياحية والاستثمارية التي يكون لها دور إيجابي في هذا المجال. إن هذه الحقيقة تضعنا أمام مسؤولياتنا كمسؤولين ومواطنين ومقيمين بأن نسهم في تقديم خدمات ذات نوعية ممتازة، لا تقبل أنصاف الحلول. بمعنى أنه علينا أن نوفر الخدمات المتكاملة التي تشرِّفنا أمام مَن يزورلمملكة بدءًا بالمطارات والموانئ والمنافذ البرية، وقبل هذا محطات واستراحات الطرق البرية.. فما زال بعضها خدماته متواضعة. ولن تنجح سياحتنا وخدماتنا وبعضنا يجهل جوانب عدة من تراثنا وتاريخنا ووعينا الثقافي والسياحي..
وقبل أيام كتبت صحف ومواقع عالمية، وما زالت الكتابات والإشادات مستمرة بالتنويه بتجربة المملكة الخلاقة في مجال دعمها وتشجيعها السياحة، التي - والحق يقال - استطاعت أن تضع المملكة في قلب العالم بعد أن قدمت القيادة الحكيمة كل الدعم والمساندة ليسهم ذلك في تطوير السياحة في وطننا الحبيب؛ وهو ما انعكس على تنمية الوطن.