م. بدر بن ناصر الحمدان
الحكومة السعودية بمختلف أجهزتها وضعت بين يدي المواطن كامل الحق للمشاركة في صنع القرار من خلال إتاحة أهم أدوات الإدارة المحلية، مثل مجلس الشورى ومجالس المناطق والمجالس البلدية، وغيرها من الكيانات الإدارية المنتخب والمعيَّن أعضاؤها، التي تمكِّن كل فرد من أفراد المجتمع من أن يكون صوته مسموعًا عبر منهج القنوات الرسمية، وبشكل منظَّم، وفي إطار حوكمة لها أصولها وأنظمتها وتشريعاتها التي تكفل العدالة والمساواة للجميع بعيدًا عن أية مزايدات، فضلاً عن المنافذ الإلكترونية التي هيَّأتها تلك الأجهزة الحكومية للاستجابة لرأي المواطن والتفاعل معه.
القريب من أروقة صنع القرار، أو مَن عمل في دائرته، يعلم جيدًا أن بناء وإقرار أي توجُّه لن يرى النور قبل أن يستكمل دورة حياة القرار بمساراته وإجراءاته وعملياته كافة، وبعد أن يتم مراجعته من قِبل خبراء ومختصين ومسؤولين، وأن المعيار الأول لتمريره أو إجازته هو مصلحة المواطن بالدرجة الأولى، سواء كان ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
بالرغم من هذه الاحترافية التنظيمية يتوارى البعض في أماكن مظلمة، وخلف معرفات وهمية، وداخل صناديق مغلقة، ويمارس «الدجل» الإعلامي ضد أجهزة الحكومة وأعمالها دون أدنى معرفة بمرجعية قراراتها ومبررات توجهاتها. والأكيد أن هؤلاء لا يعي الكثير منهم حتى أبجديات بناء المنظومة الإدارية الموكل لها تسيير تلك القطاعات. هذا التكريس للثقافة السلبية غير المبررة حتمًا لا يخدم مصلحة الوطن ولا المواطن.
في الوقت نفسه لا يمكن أن نتجاهل تلك الأجندة السوداء التي تم تجنيد العديد من المرتزقة من خارج المملكة لتنفيذ أهدافها من أجل إجهاض المشروع السعودي الطموح الرامي للتغيير وبناء المستقبل وتسنم الريادة على الأصعدة كافة؛ لذا لا يجب أن نُسهم في دعم هذه المؤامرة الدنيئة تجاه بلادنا بمنح مرتزقتها الفرصة لاستثمار ما يوضع على منصة المشهد الإعلامي، حتى لو كان بحسن نية.
أنا بوصفي مواطنًا سعوديًّا، لدي ثقة كبيرة جدًّا بأن أجهزة الحكومة - بلا استثناء - لديها مسؤولية وواجبات مناطة لجعل المواطن أيقونة التنمية من خلال العمل الجاد، وتحقيق أعلى معدلات الأداء والإنجاز في إطار من الرقابة والمتابعة والمحاسبة من أعلى سلطة. هذا أمر برهن على حقيقته حزمة من القرارات التي تم اتخاذها مؤخرًا، وحملت معها ثقافة إدارية جديدة، تعتمد على الشفافية والوضوح وعدم المجاملة على حساب ما يمس حياة المواطن، لا من بعيد ولا من قريب.
السعودية 2020 ستقود العالم، وستكون محط أنظار المجتمع الدولي، ووجهة اهتمام شعوب الأرض، وستبرهن أن مشروعها الكبير سيُحدث تغييرًا إيجابيًّا على خارطة الدول. هذا أمر لم يحدث من قبل، ولكنه سيحدث بإرادة القيادة السعودية، وبمؤازرة شعبها الذي يثبت يومًا بعد يوم أنه على مستوى كبير من الوطنية.
يكفي أن تكون سعوديًّا لتكون في (قمرة القيادة).